للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلونهم، ثم الذين يلونهم، كما ثبت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مِن غير وجه (١)، وأنهم أفضلُ من الخلف في كلِّ فضيلةٍ من علمٍ وعملٍ وإيمانٍ وعقلٍ ودينٍ وبيانٍ وعبادة، وأنهم أولى بالبيان لكلِّ مُشْكِل.

هذا لا يدفعُه إلا من كابر المعلومَ بالضرورة من دين الإسلام، وأضلَّه الله على عِلم، كما قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «من كان منكم مُسْتَنًّا فليَسْتَنَّ بمن قد مات، فإن الحيَّ لا تُؤمَنُ عليه الفتنة، أولئك أصحابُ محمَّد، أبرُّ هذه الأمة قلوبًا، وأعمقُها علمًا، وأقلُّها تكلُّفًا، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيِّه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقَّهم، وتمسَّكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهَدْي المستقيم» (٢).

وقال غيره: «عليكم بآثار من سَلَف, فإنهم جاؤوا بما يكفي وما يشفي، ولم يحدث بعدهم خيرٌ كامِنٌ لم يعلموه» (٣).

هذا، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يأتي زمانٌ إلا والذي بعده شرٌّ منه حتى تلقَوا ربَّكم» (٤)، فكيف يحدثُ لنا زمانٌ فيه الخيرُ في أعظم المعلومات وهو معرفة الله تعالى؟ ! هذا لا يكونُ أبدًا.


(١) أخرجه البخاري (٢٦٥١, ٢٦٥٢) , ومسلم (٢٥٣٣, ٢٥٣٥) من حديث عمران بن حصين وابن مسعود - رضي الله عنهما -. وثبت من وجوه أخرى.
(٢) تقدم (ص: ١٩٧).
(٣) بمعناه في أثر عمر بن عبد العزيز المتقدم (ص: ١١ - ١٣).
(٤) أخرجه البخاري (٧٠٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>