مِنْ غَايَةِ الْمَقْصُودِ مُلَخَّصًا (أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكِ) معناه بالفارسية جرانه اشاره فرمودي بسوىء ما يجشم خود (خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ) قَالَ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَى خَائِنَةِ الْأَعْيُنِ أَنْ يُضْمِرَ بِقَلْبِهِ غَيْرَ ما يظهره للناس فإذا كف بلسانه وأومى بِعَيْنِهِ إِلَى خِلَافِ ذَلِكَ وَكَانَ ظُهُورُ تِلْكَ الْخِيَانَةِ مِنْ قِبَلِ عَيْنِهِ فَسُمِّيَتْ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ
قَالَ وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ ظَاهِرَ السُّكُوتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّيْءِ يَرَاهُ يُصْنَعُ بِحَضْرَتِهِ يَحِلُّ مَحَلَّ الرِّضَى بِهِ وَالتَّقْرِيرِ لَهُ
قَالَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّرْحِ كَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَارْتَدَّ عَنِ الدِّينِ فَلِذَلِكَ غَلَّظَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِمَّا غَلَّظَ عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ انْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَفِي إِسْنَادِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيُّ وَقَدِ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ
وَفِيهِ أَيْضًا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ وَقَدِ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ
[٢٦٨٤] (لَا أُومِنُهُمْ) أَيْ لَا أُعْطِيهِمُ الْأَمَانَ (وَقَيْنَتَيْنِ) الْقَيْنَةُ أَمَةٌ غَنَّتْ أَوْ لَمْ تُغَنِّ وَالْمَاشِطَةُ وَكَثِيرًا مَا تُطْلَقُ عَلَى الْمُغَنِّيَةِ من الإماء (لمقيس) أي بن صُبَابَةَ (فَقُتِلَتْ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ (وَأُفْلِتَتْ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ أُطْلِقَتْ (لَمْ أَفْهَمْ إِسْنَادَهُ) أَيْ إِسْنَادَ هذا الحديث (من بن الْعَلَاءِ) هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ شَيْخُ أَبِي دَاوُدَ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ أَبُو جَدِّهِ وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ يَرْبُوعَ الْمَخْزُومِيُّ كَانَ اسْمُهُ الصُّدَيَّ فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعِيدًا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute