٠ - (بَاب فِي الْغِيبَةِ [٤٨٧٤])
(قِيلَ) أَيْ قَالَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ (مَا الْغِيبَةُ) بِكَسْرِ الْغَيْنِ (ذِكْرُكَ) أَيْ أَيُّهَا الْمُخَاطَبُ خِطَابًا عَامًّا (أَخَاكَ) أَيِ الْمُسْلِمَ (بِمَا يَكْرَهُ) أَيْ بِمَا لَوْ سَمِعَهُ لَكَرِهَهُ (أَفَرَأَيْتَ) أَيْ فَأَخْبَرَنِي (إِنْ كَانَ فِي أَخِي) أَيْ مَوْجُودًا (مَا أَقُولُ) أَيْ مِنَ الْمَنْقَصَةِ
وَالْمَعْنَى أَيَكُونُ حِينَئِذٍ ذِكْرُهُ بِهَا أَيْضًا غِيبَةً كَمَا هُوَ الْمُتَبَادَرُ مِنْ عُمُومِ ذِكْرِهِ بِمَا يَكْرَهُ (فَإِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ) أَيْ لَا مَعْنَى لِلْغِيبَةِ إِلَّا هَذَا وَهُوَ أَنْ تَكُونَ الْمَنْقَصَةُ فِيهِ (فَقَدْ بَهَتَّهُ) بِفَتْحِ الْهَاءِ الْمُخَفَّفَةِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ عَلَى الْخِطَابِ أَيْ قُلْتَ عَلَيْهِ الْبُهْتَانَ وَهُوَ كَذِبٌ عَظِيمٌ يُبْهَتُ فِيهِ مَنْ يُقَالُ فِي حَقِّهِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ
[٤٨٧٥] (حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ) أَيْ مِنْ عُيُوبِهَا الْبَدَنِيَّةِ (كَذَا وَكَذَا) كِنَايَةٌ عَنْ ذِكْرِ بَعْضِهَا (تَعْنِي) أَيْ تُرِيدُ عَائِشَةَ بِقَوْلِهَا كَذَا وَكَذَا (قَصِيرَةً) أَيْ كَوْنُهَا قَصِيرَةً (فَقَالَ) أَيْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَوْ مُزِجَ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ لَوْ خُلِطَ (بها) أَيْ عَلَى فَرْضِ تَجْسِيدِهَا وَتَقْدِيرِ كَوْنِهَا مَائِعًا (الْبَحْرُ) أَيْ مَاؤُهُ (لَمَزَجَتْهُ) أَيْ غَلَبَتْهُ وَغَيَّرَتْهُ وَأَفْسَدَتْهُ (قَالَتْ) أَيْ عَائِشَةُ (وَحَكَيْتُ لَهُ) لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنْسَانًا) أَيْ فَعَلْتُ مِثْلَ فِعْلِهِ تَحْقِيرًا لَهُ يُقَالُ حَكَاهُ وَحَاكَاهُ وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الْقَبِيحِ الْمُحَاكَاةُ (فَقَالَ) أَيِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا) أَيْ مَا يَسُرُّنِي أَنْ أَتَحَدَّثَ بِعَيْبِهِ أَوْ مَا يَسُرُّنِي أَنْ أُحَاكِيَهُ بِأَنْ أَفْعَلَ مِثْلَ فِعْلِهِ أَوْ أَقُولَ مِثْلَ قَوْلِهِ عَلَى وَجْهِ التَّنْقِيصِ (وَإِنَّ لِي كَذَا وَكَذَا) أَيْ وَلَوْ أُعْطِيْتُ كَذَا وَكَذَا مِنَ الدُّنْيَا أَيْ شَيْئًا كَثِيرًا عَلَى ذَلِكَ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَسَنٌ صَحِيحٌ
هَذَا آخِرُ كَلَامِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute