٢٠٥ - (بَاب فِي الْأَسِيرِ يُوثَقُ)
[٢٦٧٧] (عَجِبَ رَبُّنَا) قَالَ فِي النِّهَايَةِ أَيْ عَظُمَ ذَلِكَ عِنْدَهُ وَكَبُرَ لَدَيْهِ
أَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَتَعَجَّبُ الْآدَمِيُّ مِنَ الشَّيْءِ إِذَا عَظُمَ مَوْقِعُهُ عِنْدَهُ وَخَفِيَ عَلَيْهِ سَبَبُهُ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا يَعْرِفُونَ لِيَعْلَمُوا مَوْقِعَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ عِنْدَهُ
وَقِيلَ مَعْنَى عَجِبَ رَبُّكَ أَيْ رَضِيَ وَأَثَابَ فَسَمَّاهُ عَجَبًا مَجَازًا وَلَيْسَ بِعَجَبٍ فِي الْحَقِيقَةِ وَالْأَوَّلُ الْوَجْهُ انْتَهَى (مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ يُجَرُّونَ (فِي السَّلَاسِلِ) حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي يُقَادُونَ قَالَ القارىء وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ يُؤْخَذُونَ أُسَارَى قَهْرًا وَكَرِهَا فِي السَّلَاسِلِ وَالْقُيُودِ فَيَدْخُلُونَ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ ثُمَّ يَرْزُقُهُمُ اللَّهُ الْإِيمَانَ فَيَدْخُلُونَ بِهِ الْجَنَّةَ فَأَحَلَّ الدُّخُولَ فِي الْإِسْلَامِ مَحَلَّ دُخُولِ الْجَنَّةِ لِإِفْضَائِهِ إِلَيْهِ انْتَهَى
وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ وَتَبِعَهُ الْبِرْمَاوِيُّ لَعَلَّهُمْ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ هُمْ أُسَارَى فِي أَيْدِي الْكُفَّارِ فَيَمُوتُونَ أَوْ يُقْتَلُونَ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ فَيُحْشَرُونَ عَلَيْهَا وَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ كَذَلِكَ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ
[٢٦٧٨] (عَنْ جُنْدُبٍ) بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَالدَّالُ تُفْتَحُ وتضم (بن مَكِيثٍ) بِوَزْنِ فَعِيلٍ آخِرُهُ مُثَلَّثَةٌ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ (فِي سَرِيَّةٍ) هِيَ طَائِفَةٌ مِنَ الْجَيْشِ يَبْلُغُ أَقْصَاهَا أَرْبَعَمِائَةٍ تُبْعَثُ إِلَى الْعَدُوِّ وَجَمْعُهَا السَّرَايَا (وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشُنُّوا الْغَارَةَ عَلَى بَنِي الْمُلَوِّحِ بِالْكَدِيدِ) قَالَ الْخَطَّابِيُّ أَصْلُ الشَّنِّ الصَّبُّ يُقَالُ شَنَنْتُ الْمَاءَ إِذَا صَبَبْتُهُ صَبًّا مُتَفَرِّقًا وَالشِّنَانُ مَا يُفَرَّقُ مِنَ الْمَاءِ
انْتَهَى
وَقَالَ فِي فَتْحِ الْوَدُودِ الْمُلَوِّحُ بِوَزْنِ اسْمِ الْفَاعِلِ مِنَ التَّلْوِيحِ وَالْكَدِيدُ بِفَتْحِ الْكَافِ وَالْمَعْنَى أَمَرَهُمْ أَنْ يُفَرِّقُوا الْغَارَةَ عَلَيْهِمْ مِنْ جَمِيعِ جِهَاتِهِمُ انْتَهَى (حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ) فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute