٥ - (بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّشَدُّقِ فِي الْكَلَامِ [٥٠٠٥])
أَيْ التَّوَسُّعِ فِي الْكَلَامِ مِنْ غَيْرِ احْتِيَاطٍ وَاحْتِرَازٍ
وَقِيلَ الْمُتَشَدِّقُ الْمُتَكَلِّفُ فِي الْكَلَامِ فَيَلْوِي بِهِ شِدْقَيْهِ وَالشِّدْقُ جَانِبُ الْفَمِ
(كَانَ يَنْزِلُ الْعُوقَةَ) قَالَ فِي الْمَرَاصِدِ عَوَقَةُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَثَانِيهِ مَحَلَّةٌ مِنْ مَحَالِّ الْبَصْرَةِ وَعَوْقَةُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ ثَانِيهِ قَرْيَةٌ بِالْيَمَامَةِ انْتَهَى وَفِي الْخُلَاصَةِ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَاهِلِيُّ الْعَوَقِيُّ بِفَتْحِ الْوَاوِ نَزَلَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ
وَفِي التَّهْذِيبِ عَوَقِيٌّ نِسْبَةٌ إِلَى الْعَوْقَةِ بَطْنٌ مِنَ الأرد انْتَهَى (الْبَلِيغَ) أَيِ الْمُبَالِغَ فِي فَصَاحَةِ الْكَلَامِ وَبَلَاغَتِهِ (الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ) أَيْ يَأْكُلُ بِلِسَانِهِ أَوْ يُدِيرُ لِسَانَهُ حَوْلَ أَسْنَانِهِ مُبَالَغَةً فِي إِظْهَارِ بَلَاغَتِهِ (تَخَلُّلَ الْبَاقِرَةِ بِلِسَانِهَا) أَيِ الْبَقَرَةُ كَأَنَّهُ أَدْخَلَ التَّاءَ فِيهَا عَلَى أَنَّهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجِنْسِ كَالْبَقَرَةِ مِنَ الْبَقَرِ وَاسْتِعْمَالُهَا مَعَ التاء قليل قاله القارىء
وَفِي الْقَامُوسِ بَاقِرٌ وَبَقِيرٌ وَبَيْقُورٌ وَبَاقُورٌ وَبَاقُورَةٌ أَسْمَاءٌ لِلْجَمْعِ
قَالَ فِي النِّهَايَةِ أَيْ يَتَشَدَّقُ فِي الْكَلَامِ بِلِسَانِهِ وَيَلُفُّهُ كَمَا تَلُفُّ الْبَقَرَةُ الْكَلَأَ بِلِسَانِهَا لَفًّا انْتَهَى
وَخَصَّ الْبَقَرَةَ لِأَنَّ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ تَأْخُذُ النَّبَاتَ بِأَسْنَانِهَا وَهِيَ تَجْمَعُ بِلِسَانِهَا
وَأَمَّا مَنْ بَلَاغَتُهُ خُلُقِيَّةٌ فَغَيْرُ مَبْغُوضٍ كَذَا فِي السِّرَاجِ الْمُنِيرِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
[٥٠٠٦] (مَنْ تَعَلَّمَ صَرْفَ الْكَلَامِ) قَالَ الْخَطَّابِيُّ صَرْفُ الْكَلَامِ فَضْلُهُ وَمَا يَتَكَلَّفُهُ الْإِنْسَانُ مِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَرَاءَ الْحَاجَةِ وَمِنْ هَذَا سُمِّيَ الْفَضْلُ مِنَ النَّقْدَيْنِ صَرْفًا وَإِنَّمَا كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ لِمَا يَدْخُلُهُ مِنَ الرِّيَاءِ وَالتَّصَنُّعِ وَلِمَا يُخَالِطُهُ مِنَ الْكَذِبِ وَالتَّزَيُّدِ وَأَمَرَ أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ قَصْدًا بِبُلُوغِ الْحَاجَةِ غَيْرَ زَائِدٍ عَلَيْهَا يُوَافِقُ ظَاهِرُهُ بَاطِنَهُ وَسِرُّهُ عَلَانِيَتَهُ انْتَهَى (لِيَسْبِيَ) بِكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute