وَضَمِّ الدَّالِ الْمُخَفَّفَةِ أَيْ طَرَفِهِ وَفَسَّرَ الْبُخَارِيُّ الضَّالَ بِالسِّدْرِ الْبَرِّيِّ وَكَذَا قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ إِنَّهُ السِّدْرُ الْبَرِّيُّ وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ مِنْ رَأْسِ ضَانٍ بِالنُّونِ قِيلَ هُوَ رَأْسُ الْجَبَلِ لِأَنَّهُ فِي الْغَالِبِ مَوْضِعُ مَرْعَى الْغَنَمِ وَقِيلَ هُوَ جَبَلُ دَوْسٍ وَهُمْ قَوْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ
كَذَا فِي النَّيْلِ
(أَكْرَمَهُ اللَّهُ) أَيْ بِالشَّهَادَةِ (عَلَى يَدَيَّ) بِتَشْدِيدِ التَّحْتِيَّةِ تَثْنِيَةُ يَدٍ (وَلَمْ يُهِنِّي) مِنَ الْإِهَانَةِ (عَلَى يَدَيْهِ) بِأَنْ يَقْتُلَنِي كَافِرًا فَأَدْخُلَ النَّارَ وَقَدْ عَاشَ أَبَانُ حَتَّى تاب وأسلم قبل خيبر وبعدالحديبية قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَقَالَ فِيهِ فَقَالَ بن سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْخَطِيبِ هَكَذَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حَامِدِ بْنِ يَحْيَى وَقَالَ فِيهِ فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَإِنَّمَا هو بن سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَاسْمُهُ أَبَانُ وَهُوَ الَّذِي قال لا تسهم له يارسول اللَّهِ
هَذَا آخِرُ كَلَامِهِ
وَوَقَعَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ أن يسهم له وأن بن سعيد بن العاص قال للنبي لَا تُسْهِمْ لَهُ
وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ أَنَّ أَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ هُوَ الَّذِي سَأَلَ رسول الله أَنْ يَقْسِمَ لَهُمْ فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ الْقَائِلُ لَا تُسْهِمُ لَهُ وَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ أَنَّ الصَّحِيحَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ هُوَ السَّائِلُ لرسول الله انْتَهَى كَلَامُ الْمُنْذِرِيِّ
[٢٧٢٥] (بُرَيْدٌ) بِالتَّصْغِيرِ (قَدِمْنَا) أَيْ مِنَ الْحَبَشَةِ (فَوَافَقْنَا) أَيْ صَادَفْنَا (أَوْ قَالَ فَأَعْطَانَا مِنْهَا) أَيْ غَنَائِمِ خَيْبَرَ وَأَوْ لِلشَّكِّ (إِلَّا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ) اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ لِلتَّأْكِيدِ (إِلَّا أَصْحَابَ سَفِينَتِنَا) اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ مِنْ قَوْلِهِ لأحد ذكره الطيبي
قال القارىء وَقِيلَ جَعْلُهُ بَدَلًا أَظْهَرُ وَيَرُدُّهُ أَنَّ الرِّوَايَةَ بِالنَّصْبِ انْتَهَى (جَعْفَرٌ وَأَصْحَابُهُ) عَطْفُ بَيَانٍ لِأَصْحَابِ السَّفِينَةِ وَالْمُرَادُ بِهِمْ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مع جماعة من أصحاب النبي كَانُوا هَاجَرُوا إِلَى الْحَبَشَةِ حِينَ كَانَ النَّبِيُّ بمكة فلما سمعوا بهجرة النبي وَقُوَّةِ دِينِهِ رَجَعُوا وَكَانُوا رَاكِبِينَ فِي السَّفِينَةِ فَوَافَقَ قُدُومُهُمْ فَتْحَ خَيْبَرَ (فَأَسْهَمَ لَهُمْ) أَيْ لِجَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ (مَعَهُمْ) أَيْ مَنْ شَهِدُوا مَعَ النبي فِي فَتْحِ خَيْبَرَ
قَالَ الْخَطَّابِيُّ يُشْبِهُ أَنْ يكون النبي إِنَّمَا أَعْطَاهُمْ مِنَ الْخُمْسِ الَّذِي هُوَ حَقُّهُ دُونَ حُقُوقِ مَنْ شَهِدَ الْوَقْعَةَ انْتَهَى
وَفِي النيل وقال بن التِّينِ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَعْطَاهُمْ بِرِضَا بَقِيَّةِ الجيش وبهذا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute