أَخَفَّ فِي السُّؤَالِ لِمَا عَمِلَهُ مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ كَذَا فِي مِرْقَاةِ الصُّعُودِ (فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى) إِنَّ شَرْطِيَّةً (هَدَاهُ) أَيْ فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ (قَالَ كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ) جَزَاءُ الشَّرْطِ (مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ) عَبَّرَ بِذَلِكَ امْتِحَانًا لِئَلَّا يَتَلَقَّنَ تَعْظِيمَهُ مِنْ عِبَارَةِ الْقَائِلِ قِيلَ يُكْشَفُ لِلْمَيِّتِ حَتَّى يَرَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بُشْرَى عَظِيمَةٌ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ صَحَّ ذَلِكَ وَلَا نَعْلَمُ حَدِيثًا صَحِيحًا مَرْوِيًّا فِي ذَلِكَ وَالْقَائِلُ بِهِ إِنَّمَا اسْتَنَدَ لِمُجَرَّدِ أَنَّ الْإِشَارَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا لِحَاضِرٍ لَكِنْ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الْإِشَارَةُ لِمَا فِي الذِّهْنِ فَيَكُونُ مَجَازًا قَالَهُ الْقَسْطَلَّانِيُّ (فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيْرَهَا) أَيْ غَيْرَ هَذِهِ الْخَصْلَةِ الْمَذْكُورَةِ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ غَيْرَهُمَا (فَيُنْطَلَقُ بِهِ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ (فَيَنْتَهِرُهُ) أَيْ يُنْكِرُ عَلَيْهِ فِعْلَهُ وَقَوْلَهُ تَشْدِيدًا فِي السؤال (لادريت) أَيْ لَا عَلِمْتَ مَا هُوَ الْحَقُّ وَالصَّوَابُ (وَلَا تَلَيْتَ) أَيْ وَلَا قَرَأْتَ الْكِتَابَ
قَالَ فِي الْقَامُوسِ تَلَوْتُهُ كَدَعَوْتُهُ وَرَمَيْتُهُ تَبِعْتُهُ وَالْقُرْآنُ أَوْ كُلُّ كَلَامٍ قَرَأْتُهُ وَقِيلَ أَصْلُهُ تَلَوْتُ قُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِلِازْدِوَاجِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ وَلَا اتَّبَعْتَ أَهْلَ الْحَقِّ أَيْ مَا كُنْتَ مُحَقِّقًا لِلْأَمْرِ وَلَا مُقَلِّدًا لِأَهْلِهِ (بِمِطْرَاقٍ) الطَّرْقُ الضَّرْبُ وَالْمِطْرَاقُ آلَتُهُ (غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ) أَيِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ طَرَفًا مِنْهُ بِنَحْوِهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْجَنَائِزِ
[٤٧٥٢] (وَتَوَلَّى عَنْهُ) أَيْ أَدْبَرَ وَانْصَرَفَ (إِنَّهُ لَيَسْمَعُ) بِفَتْحِ اللَّامِ لِلتَّأْكِيدِ (قَرْعَ نِعَالِهِمْ) بِكَسْرِ النُّونِ جَمْعُ نَعْلٍ أَيْ صَوْتَ دَقِّهَا (مَنْ يَلِيهِ) أَيْ يَقْرَبُ مِنْهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالْمَلَائِكَةِ وَعَبَّرَ بِمَنْ تَغْلِيبًا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute