[٥٠٤٦] (وُضُوءَكَ) بِالنَّصْبِ أَيْ مِثْلَ وُضُوئِكَ (اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ) أَيِ اسْتَلَمْتُ وَانْقَدْتُ وَالْمَعْنَى جَعَلْتُ وَجْهِي مُنْقَادًا لَكَ تَابِعًا لِحُكْمِكَ (وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ) أَيْ تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ فِي أَمْرِي كُلِّهِ (وَأَلْجَأْتُ) أَيْ أَسْنَدْتُ (ظَهْرِي إِلَيْكَ) أَيْ إِلَى حِفْظِكَ لِمَا عَلِمْتُ أَنَّهُ لَا سَنَدَ يُتَقَوَّى بِهِ سِوَاكَ (رَهْبَةً) أَيْ خَوْفًا مِنْ غَضَبِكَ وَعِقَابِكَ (وَرَغْبَةً) أَيْ رَغْبَةً فِي رِضَاكَ وَثَوَابِكَ وَفِي رِوَايَةٍ لِلنَّسَائِيِّ رَهْبَةً مِنْكَ وَرَغْبَةً إِلَيْكَ
قِيلَ هُمَا مَفْعُولٌ لَهُمَا لِأَلْجَئْتُ وَالْأَظْهَرُ أَنَّ نَصْبَهُمَا عَلَى الْحَالِيَّةِ أَيْ رَاغِبًا وَرَاهِبًا وَالظَّرْفِيَّةُ أَيْ فِي حَالِ الطَّمَعِ وَالْخَوْفِ يَتَنَازَعُ فِيهِمَا الْأَفْعَالُ الْمُتَقَدِّمَةُ كلها قاله القارىء (لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ) مَلْجَأٌ مَهْمُوزٌ وَمَنْجَا مَقْصُورٌ وَقَدْ يُهْمَزُ مَنْجَا لِلِازْدِوَاجِ وَقَدْ يُعْكَسُ أَيْضًا لِذَلِكَ وَالْمَعْنَى لَا مَهْرَبَ وَلَا مَلَاذَ مِنْ عُقُوبَتِكَ إِلَّا رَحْمَتِكَ (فَإِنْ مُتَّ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا (عَلَى الْفِطْرَةِ) أَيْ عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ وَقِيلَ عَلَى التَّوْحِيدِ (وَاجْعَلْهُنَّ) أَيْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ (أَسْتَذْكِرُهُنَّ) أَيْ أَتَحَفَّظَهُنَّ (فَقُلْتُ وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ) أَيْ مَكَانَ وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ (قَالَ) أَيْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم (لا) أي لاتقل وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ بَلْ قُلْ وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ قَالَ الْحَافِظُ وَأَوْلَى مَا قِيلَ فِي الْحِكْمَةِ فِي رَدِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على من قال الرسول بدل النبي أَنَّ أَلْفَاظَ الْأَذْكَارِ تَوْقِيفِيَّةٌ وَلَهَا خَصَائِصُ وَأَسْرَارٌ لَا يَدْخُلُهَا الْقِيَاسُ فَتَجِبُ الْمُحَافَظَةُ عَلَى اللَّفْظِ الَّذِي وَرَدَتْ بِهِ انْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ
إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ أَيْ دَخَلْتَ فِيهِ فَتَوَسَّدْ يَمِينَكَ أَيِ اجْعَلْهُ تَحْتَ رَأْسِكَ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ أَيْ نَحْوَ الْحَدِيثِ السَّابِقِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute