للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقاعدة المقررة عند العلماء: أن نصوص الكتاب والسنة لا يجوز صرفها عن ظاهرها المتبادر منها إلا بدليل يجب الرجوع إليه. اهـ‍ (١).

ورجح هذا القول أيضا القرطبي (٢)، وابن كثير (٣)، وغيرهما.

ويشهد لهذه القاعدة فيما رجحته في هذا المثال قاعدة: «يجب حمل نصوص الوحي على الحقيقة».

ويشهد لها أيضا قاعدة: «إذا ثبت الحديث وكان في معنى أحد الأقوال فهو مرجّح له على ما خالفه».

وقد صحت أحاديث كثيرة في تسبيح الجمادات حقيقة بالمقال، وفي كلامها بغير التسبيح بالمقال حقيقة.

منها قول ابن مسعود - رضي الله عنه -: « .. ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل» (٤) أي على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

ومنها حديث جابر بن سمرة (٥) - رضي الله عنهما - أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن» (٦).

ومنها حديث جابر بن عبد الله (٧) - رضى الله عنهما - قال: «كان المسجد مسقوفا


(١) أضواء البيان (٤/ ٦٧٢).
(٢) الجامع لأحكام القرآن (١٠/ ٢٦٨).
(٣) تفسير القرآن العظيم (٥/ ٧٦).
(٤) أخرجه البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام. حديث رقم (٣٥٧٩). انظر الصحيح مع الفتح (٦/ ٦٧٩).
(٥) هو: جابر بن سمرة بن جنادة العامري، أبو عبد الله، له ولأبيه صحبة أخرج له أصحاب الصحيح، وفي الصحيح أنه قال. صليت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم أكثر من ألفي مرة، توفي سنة أربع وسبعين. الإصابة (١/ ٢٢١).
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل حديث رقم (٢).
(٧) هو: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، له ولأبيه صحبة، وأحد المكثرين في الرواية عن النبي صلّى الله عليه وسلّم مات سنة ثمان وسبعين وقيل غير ذلك. الإصابة (١/ ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>