للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبه قال مالك (١) وأبو حنيفة (٢) وأصحابه، والشافعي، وأحمد وإسحاق (٣)، وأبو ثور (٤)، وهو الصحيح إن شاء الله تعالى. اهـ‍ (٥).

وقال الشنقيطي - معلقا على القول الذي رجحته هذه القاعدة بعد أن ختم به الأقوال في الآية -: وهذا القول هو الصحيح، وهو الذي يدل القرآن لصحته

ويؤيده سبب النزول. اهـ‍ (٦).

أما القول الثاني، وهو حمل قوله تعالى {إِلاّ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ} على العموم في الإماء دون تخصيصه بالمسبيّات، أخذا بعموم اللفظ‍ لا بخصوص السبب، فيكون بيع الأمة طلاقا لها من زوجها. وعليه يكون هذا من باب تنازع قاعدة:

«العبرة بعموم اللفظ‍ لا بخصوص السبب» مع هذه القاعدة التي يمثّل لها. وقاعدة «العبرة بعموم اللفظ‍ … » مقدّمة كما هو مبين في مبحث تنازع القواعد.

والجواب عنه هو ما تقدم تحريره في أول هذه القاعدة، من أن قاعدة: «العبرة بعموم اللفظ‍ … » مقدّمة إلا في صورتين، هذه إحداهما، وهي ما إذا ثبت تخصيص


(١) هو: شيخ الإسلام، حجة الأمة، إمام دار الهجرة، أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك الأصبحي، طلب العلم وهو ابن بضع عشرة سنة، وتأهل للفتيا، وجلس للإفادة، وله إحدى وعشرون سنة، وحدث عنه جماعة وهو حيّ شاب طري، توفي سنة تسع وسبعين ومائة. سير أعلام النبلاء (٨/ ٤٨).
(٢) هو: الإمام، عالم العراق أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي الكوفي، عني بطلب الآثار، وارتحل في ذلك، وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه، فإليه المنتهى والناس عليه عيال في ذلك، توفي سنة خمسين ومائة. سير أعلام النبلاء (٦/ ٣٩٠).
(٣) هو: ابن راهويه، أبو يعقوب، الإمام الكبير سيّد الحفاظ‍، كان إماما في التفسير، ورأسا في الفقة، من أئمة الاجتهاد، توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين. سير أعلام النبلاء (١١/ ٣٥٨).
(٤) هو: إبراهيم بن خالد الإمام الحافظ‍ الحجة المجتهد، مفتي العراق، أبو ثور الكلبي البغدادي كان أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وورعا وفضلا، صنّف الكتب وفرّع على السّنن، وذب عنها. توفي سنة أربعين ومائتين. سير أعلام النبلاء (١٢/ ٧٢).
(٥) الجامع لأحكام القرآن (٥/ ١٢١).
(٦) أضواء البيان (١/ ٣٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>