للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيد في تفسير السّنة في قوله تعالى: {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ} [البقرة: ٢٥٥] قال ابن زيد:

الوسنان الذي يقوم من النوم وهو لا يعقل.

قال أبو محمد: وهذا فيه نظر وليس ذلك بمفهوم من كلام العرب اهـ‍ (١).

٦ - ومنهم العز بن عبد السلام: قال - مقررا مضمون هذه القاعدة -: وعلى الجملة فالقاعدة في ذلك أن يحمل القرآن على أصح المعاني، وأفصح الأقوال، فلا يحمل على معنى ضعيف، ولا على لفظ‍ ركيك اهـ‍ (٢).

٧ - ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: قال - مقررا هذه القاعدة رادّا على من خالفها بحمل ألفاظ‍ الكتاب والسنة على معان حادثة -: الواجب أن يعرف اللغة والعادة والعرف الذي نزل في القرآن والسنة، وما كان الصحابة يفهمون من الرسول عند سماع تلك الألفاظ‍، فبتلك اللغة والعادة والعرف خاطبهم الله ورسوله، لا بما حدث بعد ذلك. اه‍ (٣). واستعمل هذه القاعدة في الترجيح ونبّه عليها في مواضع (٤).

٨ - ومنهم العلاّمة ابن القيم: فقد قرر هذه القاعدة تقريرا يشفي الغليل قال فيه:

للقرآن عرف خاص ومعان معهودة لا يناسبه تفسيره بغيرها ولا يجوز تفسيره بغير عرفه والمعهود من معانيه فإن نسبة معانيه إلى المعاني كنسبة ألفاظه إلى الألفاظ‍ بل أعظم، فكما أن ألفاظه ملوك الألفاظ‍ وأجلها وأفصحها ولها من الفصاحة أعلى مراتبها التي يعجز عنها قدر العالمين فكذلك معانيه أجل المعاني وأعظمها وأفخمها، فلا يجوز تفسيره بغيرها من المعاني التي لا تليق به بل غيرها أعظم منها وأجل وأفخم، فلا يجوز حمله على المعاني القاصرة بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي.

فتدبر هذه القاعدة ولتكن منك على بال فإنك تنتفع بها في معرفة ضعف كثير


(١) المحرر الوجيز (٢/ ٢٧٥)، وانظر نحو هذا الترجيح فيه (٨/ ٢٤٦).
(٢) الإشارة إلى الإيجاز ص ٢٢٠.
(٣) الإيمان ص ١٠١.
(٤) انظر درء تعارض العقل والنقل (١/ ٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>