للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الملك: ١٦]، وقوله: {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى} (٥) [طه: ٥]، مع قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ} [الحديد: ٤]، وقوله: {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنّا غائِبِينَ} (٧) [الأعراف: ٧] انتهى كلامه (١).

وكالخلاف في لفظة {ما} في قوله تعالى: {اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى}

[الرعد: ٨]، فهي تحتمل أن تكون موصولة والعائد محذوف، أي يعلم الذي تحمله كل أنثى، وعلى هذا فالمعنى: يعلم ما تحمله من ولد على أي حال هو من ذكورة وأنوثة، وخداج، وحسن، وقبح … وغير ذلك من الأحوال، ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى: {وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ} [لقمان: ٨]؛ لأن {ما} فيه موصولة بلا نزاع، وقوله: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ} [النجم: ٣٢]، وقوله: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ}

[آل عمران: ٦].

وتحتمل أن تكون - {ما} - مصدرية، أي يعلم حمل كل أنثى، بالمعنى المصدري، وقد جاءت آيات تدل على هذا المعنى كقوله تعالى: {وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ} [فاطر: ١١]، وقوله تعالى: {* إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاّ بِعِلْمِهِ}

[فصلت: ٤٧] (٢).

فمثل هذا الخلاف محتمل، وكل الأقوال فيه حق، ولا يدخله ترجيح لكون الأقوال صحيحة، وجميعها مراد من الآية، والقرآن يشهد لكل واحد منها؟ فلذلك هو خارج عن موضوع بحثي، إذ يستقيم حمل الآية على كل قول منها، وليس بعضها أولى من بعض.


(١) أضواء البيان (٢/ ١٨١ - ١٨٢).
(٢) هذا المثال بلفظه من كلام الشنقيطي في أضواء البيان (٣/ ٨٠ - ٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>