للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما في تفسير قوله تعالى: {الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} (٤٦) [الكهف: ٤٦].

قال العلائي (١) - بعد أن ذكر اختيار ابن جرير وابن عطية للقول بالعموم -: لكن هذا إذا لم يرد ما يمنع من ذلك، وقد ورد هنا تفسير للنبي صلّى الله عليه وسلّم ثابت عنه يدل على القول الثاني (٢). اهـ‍ (٣).

وقد أطال العلائي في تقرير هذا التنازع بين القاعدتين - في هذا المثال - وترجيح التفسير النبوي فليراجعه من أراد المزيد (٤).

والكلام على هذه الأمثلة جميعا ونظائرها واحد، وهو ترجيح قاعدة التفسير النبوي على ما سواها من القواعد (٥). هذا إذا كان الحديث في درجة القبول - أعنى


(١) هو: العلامة الحافظ‍ خليل بن كيكلدي بن عبد الله العلائي الشافعي، كان إماما في الفقه والنحو والأصول وغيرها، درّس وأفتى وألف في فنون مختلفة. توفي بالقدس سنة إحدى وستين وسبعمائة.
الدرر الكامنة (٢/ ١٧٩) وشذرات الذهب (٦/ ١٩٠).
(٢) هذا القول الذي أشار إليه العلائي هو نفس لفظ‍ التفسير النبوي الذي جاء في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم:
«خذوا جنتكم». قالوا: يا رسول الله من عدو؟ قال: «لا، بل جنتكم من النار، قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر فإنها تأتي يوم القيامة منجيات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات» أخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٥٤١) والعلائي في جزء في تفسيرها ص ٢٢ - ٢٣ وتوسع في تخريجه، وله شاهد عند الطبري في جامعه (١٥/ ٢٥٥).
(٣) جزء في تفسير الباقيات الصالحات ص ٢٢.
(٤) جزء في تفسير الباقيات الصالحات ص ٢٢ - ٢٨.
(٥) ولم أجعل في مقدمة القواعد عند التنازع قواعد تفسير القرآن بالقرآن، كما هو مشهور في أحسن طرق التفسير التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية، لما سيأتي تحريره من تحديد مفهوم تفسير القرآن بالقرآن، وأنه ينقسم إلى قسمين:
قسم توقيفي لا يقع في مثله الخلاف.
وقسم اجتهادي بجعل آية نظير أخرى: انظر تفصيل ذلك ضمن مباحث قاعدة «القول الذي تؤيده آيات قرآنية مقدم على ما عدم ذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>