للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسارى المشركين الذين أسروا ببدر، ومنّ على ثمامة بن أثال الحنفي (١)، وهو أسير في يده، ولم يزل ذلك ثابتا من سيره في أهل الحرب من لدن أذن الله له بحربهم، إلى أن قبضه إليه صلّى الله عليه وسلّم دائما ذلك فيهم، وإنما ذكر - جلّ ثناؤه - في هذه الآية المنّ والفداء في الأسارى، فخصّ ذكرهما فيها؛ لأن الأمر بقتلهما والإذن منه بذلك قد كان تقدم في سائر آي تنزيله مكرّرا، فأعلم نبيه صلّى الله عليه وسلّم بما ذكره في هذه الآية من المنّ والفداء ماله فيه مع القتل. اهـ‍ (٢).

وقال بإحكام الآية أكثر العلماء من مفسرين (٣) وفقهاء (٤)، على اختلاف بينهم في بعض أحكامها (٥).


(١) أبو أمامة اليمامي، أخرج البخاري قصة إسلامه عن أبي هريرة قال: «بعث النبي صلّى الله عليه وسلّم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: «أطلقوا ثمامة»، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله»، قتل في حروب الردة في البحرين وهو في جيش العلاء بن الحضرمي، الإصابة (١/ ٢١١).
(٢) جامع البيان (٢٦/ ٤٢).
(٣) كأبي عبيد في الناسخ والمنسوخ ص ٢١١ - ٢١٦، والنحاس في الناسخ والمنسوخ (٣/ ١٢) والمعاني (٦/ ٤٦٣)، ومكي في الناسخ والمنسوخ ص ٤١٤، والكيا الهراسي في أحكام القرآن (٤/ ٣٧٣)، والبغوي في معالم التنزيل (٧/ ٢٧٨)، وابن العربي في أحكام القرآن (٤/ ١٣٢)، وابن عطية في المحرر الوجيز (١٥/ ٥١)، والقرطبي في الجامع (١٦/ ٢٢٨)، والقاسمي في محاسن التأويل (١٥/ ٥٣٧٥)، والشوكاني في الفتح (٥/ ٣١) وغيرهم كثير.
(٤) انظر الأم (٤/ ٣٦١ - ٣٦٣)، والمغني (١٣/ ٤٤)، والمجموع (٢١/ ١٧٠)، والسيل الجرار (٤/ ٥٦٧)، وغيرها من كتب الفروع.
(٥) ونظائر هذا المثال - من الآيات التي ادعى فيها النسخ والتحقيق خلافه، ومحاكمة السلف في النسخ على اصطلاح المتأخرين - كثير انظر على سبيل المثال:
- الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد ص ٣٣.
- وجامع البيان (١/ ٥٠٥)، (٢/ ١١٦ - ٣٦٨ - ٤٧٢)، (٣/ ١٧ - ١٤٩)، (٧/ ١٢٤)، (٨/ ١٠٧)، (٩/ ١٣٤ - ١٧٦ - ٢٠٣ - ٢٣٨)، (١٠/ ٢ - ٣٤ - ٥٧ - ٨١ - ١٣٥ - ١٤٣)، (١٤/ ١٣٨ - ١٩٧) -

<<  <  ج: ص:  >  >>