الأمالي وغير ذلك، مناقبه جمة خصها بعضهم بالتأليف. حكى الأبي في شرح مسلم عند ذكره أن الإدخار لا ينافي التوكل أن أبا بكر المذكور أخرج في آخر حياته ثلاثة آلاف مثقال وفرقها على تلامذته وكانوا جماعة وافرة وآثر ابن الباقلاني فأعطاه منها مائة مثقال. فقيل له لماذا ادخرتها لهذا اليوم؟ فقال: عهدي بأبي بكر الصيرفي، وقد طلب لقضاء بغداد فامتنع من ذلك فلما كثرت بناته رأيته يكتب الرقاع يستعطي أصحابه فادخرتها خوفًا من الوقوع في مثل ذلك، أما اليوم فلا حاجة لي بها. توفي في شوال سنة ٣٩٥ هـ وسنه نيف وثمانون أو نحوها مولده قبل التسعين ومائتين اهـ ديباج، وعليه فالوفاة تكون سنة ٣٧٥ هـ[٩٨٥ م] أو نحوها.
٢٤٣ - أبو القاسم عبيد الله بن الحسن بن الجلاب: من أهل العراق الإمام الفقيه الأصولي العالم الحافظ، تفقه بالأبهري وغيره، وكان من أحفظ أصحابه وأنبلهم وتفقه به القاضي عبد الوهاب وغيره من الأئمة، له كتاب في مسائل الخلاف وكتاب التفريع في المذهب مشهود معتمد. توفي منصرفه من الحج سنة ٣٧٨ هـ[٩٨٨ م].
٢٤٤ - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مجاهد الطائي البغدادي: الإمام الفقيه الأصولي العالم النظار المتكلم صاحب أبي الحسن الأشعري أخذ عن القاضي التُّستري وعليه درس القاضي أبو بكر الباقلاني الكلام وحدث هو عنه وأبو بكر بن عزرة وأبو بكر بن عودة وغيرهم، سمع البخاري من أبي زيد المروزي واستجاز الشيخ أبا محمد بن أبي زيد المختصر والنوادر برسالة مؤرخة سنة ٣٦٨ هـ له كتب حسان في الأصول، منها كتاب أصول الفقه على مذهب مالك ورسالته المشهورة في الاعتقادات على مذهب أهل السنة وكتاب هداية المستبصر وعدة المستنصر ورسالته هاته رواها عنه ابن عزرة المالكي ورواها أبو علي الغساني عن أبي مروان عبد الملك بن زيادة الله التميمي الطبني عن أبي عبد الله محمد بن هبة الله الضرير قراءة عليه بالقصر الكبير بالمنستير عن أبي بكر المذكور عن مؤلفه لم أقف على وفاته.
٢٤٣ - أبو العباس وليد بن أبي بكر بن مخلد بن زياد العمري: الإمام