للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبب امتحانه أنه أفتى بتقسيم الشيعة إلى قسمين: أحدهما من يفضل علياً على غيره من الصحابة رضي الله عنهم دون سب للغير فليس بكافر، ومن يفضله ويسب غيره فهو بمنزلة الكافر لا تحل مناكحته وأنكر عليه هاته الفتوى العامة وفقهاء إفريقية وأرسلوا إليه أن يعاود النظر ويرجع عن هاته الفتوى فأبى ونسبوا إليه ما نسبوا وأمر الملك المعز بسجل في القضية من التبري في فتواه وأمر بقراءته على المنبر يوم الجمعة قبل الصلاة، ثم أمر بإحضاره بالمقصورة مع أبي القاسم اللبيدي والقاضي أبي بكر أحمد بن أبي عمر بن أبي زيد وحكم اللبيدي في المسألة فحكم بأن يرجع ويقر بالتوبة على المنبر في مشهد حافل ويقول: كنت ضالاً فرجعت، فاستعظم ذلك وقال: ها أنا أقول هذا بينكم فقنعوا منه بذلك، وخرج صبيحة اليوم للمنستير تسكيناً للقضية. قال القاضي عياض: ولا امتراء عند كل منصف أن الحق ما قاله أبو إسحاق وأنه جرى في فتواه على العلم وطريق الحكم، ومع هذا فما نقصه هذا عند أهل التحقيق ولا حط من منصبه عند أهل التوفيق وإن رأى الجماعة في النازلة كان أسد للحال وأولى. انتهى باختصار من المدارك.

٣٢٢ - أبو عمرو عثمان بن أبي بكر حمود الصفاقسي: المعروف بابن الضابط الإمام المحدّث الحافظ الواسع الرواية العالم المتفنن الماهر الأديب الشاعر رحل للمشرق وأخذ عن أعلام من حفاظ الحديث وغيره، منهم أبو ذر الهروي وأبو الطيب الطبري والحافظ أبو نعيم صحبه بأصبهان وكتب عنه نحو مائة ألف حديث ثم توجه للأندلس سنة ٤٣٦ هـ وأخذ عنه علماؤها وذكره أبو عمر بن عبد البر في أسماء الرجال الذين لقيهم. قال: وكانت له رواية واسعة وكتب كثيرة وهو أول من أدخل الأندلس غريب الحديث للحطابي وكان بينه وبين ابن رشيق وابن شرف تراسل نثراً ونظماً له تأليف تضمن عوالي كتبها لأبي محمد بن عتاب تعرف بعوالي الصفاقسي وله فهرسة كان جم الفضائل، مات عند وجهته إلى القسطنطينية سنة ٤٤٤ هـ.

٣٢٣ - أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد المصري: المعروف باللبيدي

<<  <  ج: ص:  >  >>