١٥٧٨ - أبو العباس أحمد ابن الحاج أبي الضياف التونسي: أصله من أولاد عون من بيت نسب إلى الصلاح الوزير دائرة فلك الأدب وقطبه وروح جسد البيان وقلبه وبحر البلاغة الفائض عبابه وغيث البراعة المستمر انسكابه ورياض الفصاحة المثمرة آدابها وسور مدينة العلم وبابها كتب في الدولة الحسينية وعد فيها من أهل الصدارة وتسنم الخطط النبيهة من الكتابة إلى الوزارة فهو ممن تفتخر به هاته الدولة وتتباهى وتعترف له بالكفالات التي لا تتناهى، له أدب كالروض أينعت زهوره وافترت مبتسمة ثغوره. اعتنى به والده وأحسن تربيته وأخذ عن أعلام كالشيخ إبراهيم الرياحي والشيخ البحري والشيخ إسماعيل التميمي والشيخ ابن ملوكة والشيخ المناعي وشيخ الإِسلام محمَّد بيرم الثالث وهو أول مَن كتب للدولة العلية بالقلم العربي وكان المشير أحمد باشا يعترف له بالكمالات ويعتمده في المهمات طالما وجهه سفيرًا لدول فبلغ الغاية من الأمل واستصحبه معه في سفره لباريز وحصل له التقدم والتبريز وفيها اجتمع بالشيخ رفاعة صاحب الرحلة، له تاريخ في الدولة الحسينية في أربع مجلدات يشهد له بطول الباع في الأدب والإنشاء مع سعة الاطلاع. مولده سنة ١٢١٩ هـ وتوفي سنة ١٢٩١ هـ[١٨٧٤ م].
١٥٧٩ - وفي السنة قبلها توفي الشيخ رفاعة الطهطاوي: المذكور المشريف الحسيني العلامة المتفنن المحقق المتقين الأستاذ المفضال الأريب المؤرخ الرحال. أخذ عن أعلام علماء الأزهر ولازم الشيخ حسن العطار وانتفع به وتخرج عليه ولنجابته ونبله جعله عزيز مصر محمَّد علي باشا إماماً لأول بعثة علمية أرسلها إلى باريس لتلقي العلوم والمعارف بمدارسها واجتهد في التحصيل عليها إلى أن أحرز منها على نصيب وافر ولما حاز إجازته الدالة على نبوغه في العلوم الحديثة وتفوقه في فن الترجمة رجع للقاهرة مترقياً في مراتب الحكومة السنية وألّف مؤلفات شاهدة بفضله، منها قلائد المفاخر في غريب عوائد الأوائل والأواخر ومنها تلخيص الإبريز إلى تخليص باريز وصف فيه رحلته إلى فرنسا وما شاهده بها وما وقف عليه من عادات القوم وأخلاقهم وآدابهم، وتأليف في الجغرافية والتاريخ، وبداية القدماء وهداية الحكماء في التاريخ القديم ومباهج الألباب المصرية في مناهج الآداب العصرية وأنوار توفيق الجليل في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل فصل فيه أخبار مصر منذ مصرت إلى قدوم عمرو بن العاص إليها ونهاية الإيجاز في سيرة ساكن