وكما أن الله سبحانه شرّف العلم وأهله شرّف الحكام العادلين. في الصحيحة "سبعة يظلهم الله بعرشه يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل" والوعيد الذي جاء في حقهم إنما هو في حق غير العادل في الجامع الصغير عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إن أحب الناس إلى الله تعالى يوم القيامة وأدناهم منه مجلساً إمام عادل وأبغض الناس إلى الله تعالى وأبعدهم منه إمام جائر" رواه الترمذي والإمام أحمد في مسنده. وقال سفيان الثوري: صنفان إذا صلحا صلحت الأمة وإذا فسدا فسدت الأمة الملوك والعلماء، والملك العادل هو الذي يقضي بكتاب الله عزّ وجل ويشفق على الرعية شفقة الرجل على أهله. في الجامع الصغير عن معقل بن يسار "أيما وال ولي شيئاً من أمر أمتي فلم ينصح لهم ويجتهد كنصيحته وجهده لنفسه كبه الله تعالى على وجهه يوم القيامة في النار"رواه الطبراني في الكبير. وفي سراج الملوك: العدل النبوي بأن يجمع السلطان إلى نفسه حملة العلم الذين هم حفاظه ورعاته وفقهاؤه وهم أولياء الله تعالى والقائمون بأمر الله والحافظون لحدوده والناصحون لعباده. روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"الدين النصيحة ثلاثاً. قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" وأن يتخذ العلماء شعارًا والصالحين دثاراً وأخلق بملك يدور بين هاتين الخصلتين أن تقوم عمده ولطول أمده. ثم قال: ويجب ترفيع مجالسهم وتمييز مواضعهم عمن سواهم. قال تعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة: ١١] وفيه استمالة لقلوب الرعية وخلوص نياتهم لسلطانهم واجتماعهم على محبته، فواجب على السلطان أن لا يقطع أمراً دونهم ولا يفصل حكماً إلا بمشاورتهم لأنه في ملك الله يحكم وفي شريعته يتصرف، وأقل الواجب على السلطان أن ينزل نفسه مع الله منزلة ولاته ولم يأمن سطوته وإذا امتثل أوامره