فيهم السيوف فولوا الأدبار واتبعهم أبو بكر رضي الله عنه حتى نزل بذي القصة وكان أول الفتح ووضع فيها النعمان بن مقرن في عدد ورجع للمدينة، وقدم في أثناء ذلك أسامة بن زيد بجيش المسلمين فاستخلفه أبو بكر على المدينة وجنده معه ليستريحوا ويريحوا ظهورهم ثم خرج فيمن كان معه فقام عليه علي والمسلمون وناشدوه الله ليقيم فأبى وقال: والله لأواسينكم بنفسي. وصار إلى ذي حسى وذي القصة حتى نزل بالأبرق فقاتل من به فهزمهم وغلب علي بني ذبيان وبلادهم وحماها لدواب المسلمين ثم رجع للمدينة. فلما استراح أسامة وجنده بادر أبو بكر رضي الله عنه إلى تسيير الجيوش إلى أهل الردة فعقد أحد عشر لواء.
الأول: لخالد بن الوليد وأمره بطليحة الأسدي ومالك بن نويرة.
والثاني: لعكرمة بن أبي جهل وسيّره لمسيلمة.
والثالث: للمهاجر بن أبي أمية المخزومي القرشي وأمره بجنود العنسي في اليمن ومعونة الأبناء على قيس ثم يمضي إلى كندة بحضرموت.
الرابع: لخالد بن سعيد بن العاص وبعثه إلى مشارف الشام.
الخامس: لعمرو بن العاص القرشي وأرسله إلى قضاعة.
السادس: لحذيفة بن محصن وأمره بأهل دبا.
السابع: لعرجفة بن هرثمة الأزدي وأمره بمهرة.
الثامن: لشرحبيل ابن حسنة حليف بني زهرة وأرسله في إثر عكرمة بن أبي جهل وإذا فرغ يلحق بقضاعة.
التاسع: لمعن بن جابر السلمي وأمره ببني سليم وهوازن.
العاشر: لسويد بن مقرن وأمره بتهامة.
الحادي عشر: للعلاء بن الحضرمي حليف بني أمية ووجهه إلى البحرين.
سيّر أبو بكر رضي الله عنه هؤلاء الأمراء وكتب لهم عهداً كما كتب للمرتدين تركنا ذكرهما اختصاراً. ثم انتهت حروب الردة بعد تذليل عقبات وأهوال في أخبار طوال بانتصار جيوش المسلمين في كل الوقائع انتصاراً باهراً وذهبت دعوة النبوة التي ظهرت بين العرب كأمس الدابر وهي التي ادعاها أربعة رجال وامرأة على عهد الرسالة إلى نهاية أيام الردة وهم: الأسود العنسي في اليمن، وطلحة في أسد وغطفان، ومسيلمة في بني حنيفة، ولقيط بن زرارة في عمان، وسجاح في أخوالها من بني بكر ورهطها من بني تميم. ورجع العرب للركون بعد أن علموا أن الإِسلام