فلانا وردفت لفلان: صرت له رِدْفاً. الجوهري: يقال نزل بهم أمر فردف لهم آخر أعظم منه.
وقال الزمخشري: فزيدت اللام للتأكيد كالباء في (وَلَا تُلْقُوا
بِأَيْدِيكُمْ) أو ضمن معنى فعل يتعدى باللام نحو دنا لكم، وأزف لكم، ومعناها تبعكم، ولحقكم.
وقال الجمل: وفي هذه اللام أوجه: أظهرها: أن رَدِف ضُمِّن معنى فعل يتعدى باللام أي دنا وقرب.
أقول: إن سياق الآية يشير إلى قرب العذاب لهم لاستهزائهم، ودنوه منهم لتغطرسهم، فتضمين ردف معنى دنا وأزف يثير في القلوب الخوف والقلق من شبح العذاب فهو وراءهم ورديف لهم كما يكون الرديف للراكب، ولولا هذه اللام لما ارتفع الفعل في الإعجاز وعن طريق التضمين إلى مشارفة النظم البديع للمعنى المسبل وراء سِتار الغيب يتلوحه العاقل على قيد خطوات ليتهيأ
له ويستعد في كل لحظة، وأما عسى ففي وعيد اللَّه تدل على صدق الأمر وجِدِّه ولا مجال للشك بعده.
ومن ذلك قوله تعالى:(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى).
قال ابن يعيش: الباء زائدة: (وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ).
أقول: يعلمِ هنا بمعنى يوقن ويصدق ويؤمن، وهذا يتعدى بالباء، قال تعالى:(يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) أما سقوط الباء في قوله تعالى: (وَيَعْلَمُونَ