وقال الآلوسي: الباء للملابسة والمصاحبة مثلها في ذلك جاء بثياب، وهي متعلقة بمحذوف وقع حالا من ضمير الشجرة أي تنبت ملتبسة بالدهن وهو عصارة كل ما فيه دسم، والمراد به هنا الزيت وملابستها به باعتبار ملابسة ثمرها، فإنه الملابس له في الحقيقة. وجوز أن تكون الباء متعلقة بالفعل معدية له كما في قولك: ذهبت بزيد، كأنه قيل: تُنبت الدهن بمعنى تتضمنه وتُحصله، ولا يخفى أن هذا وإن صح إلا أن إنبات الدهن غير معروف في الاستعمال. وقيل الباء زائدة كما في قوله تعالى:(وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) ونسبة الإنبات إلى الشجرة بل وإلى الدهن مجازية. قال الخفاجي: ويحتمل تعدية أنبت بالباء لمفعول ثان.
أقول: تنبت تضمن معنى تنضح والمتعدي بالباء فهي ترشح بالزيت على هَيْنة وفي بطء كما تُرشح الأم ولدها باللبن أما زيادة الحروف فولها ظهرك ومن ذلك قوله تعالى: (قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ).
قال الزمخشري: وقد تقع اللام مزيدة قَال تعالى: (رَدِفَ لَكُمْ).
وجاء في اللسان: يجوز أن يكون أراد: ردفكم فزاد اللام ويجوز أن يكون ردف مما تعدى بحرف جر وبغير حرف جر. التهذيب قال: قرب لكم.
وقال الفراء: دنا لكم وقد تكون اللام داخلة والمعنى ردفكم. وردفت