للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِصْرًا) فالفعل هبط يتعدى بنفسه تارة وفي مفردات الراغب: هبط المرض لحم العليل: حط عنه، وبحرف الجر تارة هبط من بلد إلى بلد ويكون لازماً أخرى.

وقَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا) (أن يضرب) مفعول به أو منصوب على نزع الخافض، لأن الفعل يتعدى بنفسه تارة وبحرف الجر أخرى.

وقَالَ تَعَالَى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) تارة بحرف الجر كما مر، وتارة بنفسه (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى).

وقَالَ تَعَالَى: (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ) اختص يحتمل أن يكون لازما أي: ينفرد، أو متعديا ومعناها: يفرد.

وقَالَ تَعَالَى: (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا) دخل من حقه أن يتعدى بـ في أو إلى لكنه اتسع فيه فأُوصل بنفسه إلى المفعول كما قال العكبري.

وقَالَ تَعَالَى: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي). تعدى (ادخلي) أولا بـ (في) وثانيا بدونها لأنه إذا كان المدخول فيه غير ظرف حقيقي تعدت إليه بـ (في) نحو دخلت في الأمر، دخلت في غمار الناس، ومنه (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي)، وإذا كان المدخول فيه ظرفا حقيقيا تعدى إليه في الغالب بغير حرف الجر، ومنه (وَادْخُلِي جَنَّتِي) فأما دخلت البيت فإن البيت مفعول، تقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>