بحسب ما أعان اللَّه عليه لتزاحم أغراضه وانتشار جهاته.
أقول: وقف المتزمتون ذات يوم عند تراكمات لم يتكيفوا معها، فباتت عربيتنا داخل ضروب من الافتراضات في مدارسنا، وازدادت الشقة بينهم وبين حاجات الجماعة يوما بعد يوم.
أما الدارسون اليوم فقد وجدوا هُوّة بين ما وضعه النحاة في الاستدلال والتعليل المستند إلى مقولات المنطق وعلم الكلام، وبين ضرورات التطور اللغوي بوصفه واقعاً حياً يتطور بتطور المجتمعات ذاتها، وهذه الهُوَّة لا تُستدرك بإهمال هذا التراث ولا بإحاطته بعِصمة موهومة، بل على الدارس أن يتعامل معه بروح علمية موضوعية قادرة على التعايش مع واقع اللغة: ماضيها وحاضرها ومستقبلها، فمن رغب في الازدياد من المعرفة والفضل فليربأ بنفسه عن التقليد والنقل.
وفي الختام: لست أدعي أنّ ما عرضت له مُسَلَّم به وكل ما أرجوه هو إثارة النقاش لاستقبال مولود جديد ... فكل حقيقة إنما هي وليدة البحث، والتوردُ لها وَعْرُ المسلك، وكل ما أرجوه أن أشارك في البحث عنها عساني أصل.