للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الرازي: أزيل الفزع عنهم يقال: قرد البعير إذا أخذ منه القراد.

ويقال لهذا تشديد السلب.

وذكر البروسوي: التفزيع من الأضداد، فإنه انقباض ونفار يعتري الإنسان من شيء مخيف. وهو إزالة الخوف والفزع.

أقول: ينتظر المشفوع فيهم أن يتأذن ذو الجلال بالشفاعة، ويطول الترقب، وتعنو الوجوه للحي القيوم، تخشع القلوب للرحمن وتسكن الأصوات، ويمتد الزمن في الانتظار الطويل، ثم ... ثم يصدر الأمر من الجليل فتنتاب الرهبة الشافعين والمشفوع لهم. فإذا أفاقوا من الروعة التي غمرتهم فأذهلتهم، وكشف رداء الهيبة الملقى عليهم، وسري عن قلوبهم قالوا للملائكة: ماذا قال ربكم وهو المتفرد بالعلو والكبرياء فيجيبون: قال الحق وأذِنَ في الشفاعة .. إنها الفرحة الغامرة في الإجابة الموجزة وفي المشهد الخاشع المذهل المرهوب ... فتضمين (التَسْرية) - سري عن قلوبهم - أذهب في الاستحسان من كَشْفِ الفزع كما قال مجاهد وغيره. أو خروج الفزع أو إزالته، لما في الكشف والخروج والإزالة من العموم المُستوحش، وما في التسرية من الخصوص المُستأنس مع عذوبة جرسه ورقة حواشيه وذَوْب روحه في زوال الهم وكشف الغم على هَيْنة وفي طُمأنينة نديَّة.

<<  <  ج: ص:  >  >>