شخصية نسائية في المجتمع، امرأة العزيز تراود أدنى شخصية منزلةً في مجتمعها .. مملوك .. خادم .. وتلك فضيحة مُزرية مَشينة، فجاء التعبير القرآني من الدقة ما جلَّى حقيقتها وكشف الحرف (فيه) ما عتَّمه قولها علينا.
فالفعل (لام) يتعدى بـ (على) وما ذهب إليه الإتقان وغيره في تضمين (في) معنى (اللام) فأمر لا يثبت عند النظر، وكذلك القرطبي ضمن (في) معنى (الباء). فكيف يتحمل الحرف معنى سواه ومفهومه غير مستقل بنفسه؟ ونَكِل الحال إلى تضمين الفعل لسَعَةِ استعماله وانتشار مواقعه. فتضمين (لام) معنى (خزي) وهو يتعدى بـ (في) أحكم وأصنع، ومعناه لغة وقوعها في بلية فذلت وهانت وافتضحت وخزيت حين عرضت ما عرضت في مراودتها لفتاها - أي خادمها - ومكر النساء عظيم، فقد أطلقت الملامة (العذل) لتُخفي الخزي والفضيحة التي شاعت على ألسنتهن. لكن زلات اللسان (فيه) كشفت ما أرانيه التضمين من إخفاء نزواتها المكشوفة (لمتنني)، إنها اللغة العاطفية في مواجهتها لذوات القصور، وليست اللغة العقلية في إدراك الموقف الشائن.
أخزيتنني فيه - فضحتنني -.
ثم إن التذمر الجماعي منهن (تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ) كان من كونه مملوكا لا من الفعلة نفسها وقد تغير موقفهن حين مكرت بهن فأخرجته عليهن ليَلقين حين رأينه من الدَهَش والانبهار ما لقيت لقد عرضن أنفسهن عليه