فقال رجل من أشجع: والله ما عمرو دونهما وإنه لأصل هذا الفساد. فقال عبد الرّحمن بن ملجم: أنا أقتل عليا، وقال الحجاج بن عبد الله الصريمي، وهو البرك: أنا أقتل معاوية، وقال زاذويه مولى بني العنبر بن تميم: أنا أقتل عمرا.
فأجمع رأيهم على أن يكون قتلهم في ليلة واحدة، فجعلوا ذلك ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان، فخرج كلّ واحد منهم إلى ناحيته، فأما ابن ملجم فقتل عليا بالمسجد وهو خارج لصلاة الصبح، وأما الحجاج بن عبد الله الصريمي فإنه ضرب معاوية مصلّيا فأصاب مأكمتيه، وكان معاوية عظيم الأوراك، فقطع منه عرقا يقال له عرق النكاح، فلم يولد لمعاوية بعد ذلك، فلما أخذ قال: الأمان والبشارة قتل عليّ في هذه الصبيحة، فاستؤني به حتى جاء الخبر، فقطع معاوية يده ورجله، فأقام بالبصرة، ثم بلغ زيادا أنه قد ولد له فقال: أيولد له وأمير المؤمنين لا يولد له؟
فقتله. ويروى أن معاوية قطع يديه ورجليه وأمر باتخاذ المقصورة، فقيل لابن عباس بعد ذلك: ما تأويل المقصورة؟ فقال: يخافون أن يبهضهم الناس. وأما زاذويه فإنه أرصد لعمرو، واشتكى عمرو بطنه فلم يخرج للصلاة، فخرج خارجة وهو رجل من بني سهم بن عمرو بن هصيص، رهط عمرو بن العاص، فضربه زاذويه فقتله، فلما دخل به على عمرو فرآهم يخاطبونه بالإمرة قال: أنا قتلت عمرا، قيل إنما قتلت خارجة، قال: أردت عمرا وأراد الله خارجة. (وهذا السبب في اتخاذ معاوية المقصورة أصحّ مما قاله ابن قتيبة وأنسب، ونقلته مختصرا) .
فائدة لغوية:
في «الصحاح:(٥: ١٨٦٣) المأكمة: العجيزة والجمع: الماكم، وفي «الديوان» : بفتح الميم والكاف.
تنبيه:
ليس خارجة من بني سهم بن عمرو بن هصيص «١» كما ذكر المبرد، وإنما