في رياض الإفادة زهره، وسطع في أفق الإجادة بدره، وذلك في أوائل ست وثمانين وسبعمائة، فجمعت على فريدته يد الضنين، ومنعت خريدته من لمح العيون.
ولما منّ الله تعالى على هذا الصقع الغربي بقدوم مولانا أمير المؤمنين المتوكل على الله أبي فارس موسى بن مولانا أمير المؤمنين المتوكل على الله أبي عنان فارس ابن موالينا الخلفاء الراشدين أسود العرين وملوك بني مرين، أيده الله تعالى ورضي عنهم، أهديته لمقامهم الكريم أسماه الله تعالى جريا على العادة في إتحاف المملوك الخادم لمولاه القادم، وعملا على ما جاء عن النبي عليه السلام من الحضّ على الهدية والأمر بها، وأملا فيما أخبر به- وخبره الحقّ ووعده الصدق- من اقتناء المحبة بسببها. قال صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابّوا.
وقال: تهادوا تزدادوا حبّا. ذكره القاضي محمد بن سلامة في كتاب «الشهاب» .
فرضاهم أعزهم الله غاية السّول، ونهاية المأمول، خلّد الله تعالى ملكهم، وجعل البسيطة ملكهم، بمنّه وفضله.
[صور مجملة لاجزاء الكتاب وابوابه وفصوله]
وهو ينقسم إلى عشرة أجزاء فيها مائة وثمانية وسبعون بابا تشتمل على مائة وست وخمسين خطة من العمالات والحرف والصناعات.
الجزء الأول في الخلافة والوزارة وما ينضاف إلى ذلك وفيه سبعة أبواب الأول: في ذكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثاني: في الوزير الثالث: في صاحب السّر الرابع: في الآذان وهو الحاجب الخامس: في الخادم السادس: في صاحب الوساد السابع: في صاحب النعلين