للسّرقسطي: بهت بهتا: دهش، وهي لغة القرآن الفصيحة، قال الله عز وجل:
فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ (البقرة: ٢٥٨) وفي «ديوان الأدب»(٢: ٢٢٥) : بهت- بفتح الباء وكسر الهاء- أي دهش.
الثالثة: قوله: «ونكص أبو بكر» في «المشارق»(٢: ١٣) أي رجع إلى ورائه.
الفصل الثالث في ذكر الاختلاف في من كان الإمام حين خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم للصلاة وهو مريض
١- ذكر ما روي في ذلك من الأحاديث
: روى البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى، والنص للبخاري، (١: ١٧٤)«١» عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه، فكان يصلّي بهم، قال عروة: فوجد رسول الله صلّى الله عليه وسلم في نفسه خفّة، فخرج فإذا أبو بكر يؤمّ الناس، فلما رآه أبو بكر استأخر، فأشار إليه: أن كما أنت، فجلس رسول الله صلّى الله عليه وسلم حذاء أبي بكر إلى جنبه، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، والناس يصلون بصلاة أبي بكر.
انتهى.
قال أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي رحمه الله تعالى في «أعلام الحديث» له، ورواه أبو معاوية عن الأعمش عن الأسود عن عائشة أنها قالت:
لما ثقل رسول الله صلّى الله عليه وسلم، الحديث.. قالت: فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى جلس عن يسار أبي بكر، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصلّي بالناس جالسا، وأبو بكر قائما يقتدي به، والناس يقتدون بأبي بكر.
قال أبو سليمان: ووافق أبا معاوية حفص بن غياث وعبد الله بن داود،
(١) قارن بصحيح مسلم (صلاة: ٩٠، ٩٥، ٩٧) ومسند أحمد ١: ٣٥٦.