كان مجاشع بن مسعود مع أهل الجمل، وانحاز عنهم حكيم بن جبلة في نصر عثمان بن حنيف عامل عليّ رضي الله تعالى عنه على البصرة، فوقعت بينهم حرب قتل فيها من الفريقين قتلى، فذلك اليوم هو الذي أراد أبو عمر بقوله في الجمل الأول، قاله ابن الأثير في تاريخه.
الجوهري (٤: ١٦٨٣) خذّل عنه أصحابه تخذيلا: أي حملهم على خذلانه، وتخاذلوا: أي خذل بعضهم بعضا.
الفارابي (٢: ١٢٨) خذل بفتح الخاء في الماضي يخذل بضمها في المستقبل خذلانا، والخذلان ضدّ النصر.
[الفصل الثاني في ذكر خبره رضي الله تعالى عنه في تخذيل بني قريظة والمشركين]
قال ابن إسحاق (٢: ٢٢٩- ٢٣٣) : ثم إنّ نعيم بن مسعود الأشجعي أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت وإن قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إنما أنت فينا رجل واحد فخذّل عنّا إن استطعت فإن الحرب خدعة. فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة وكان لهم نديما في الجاهلية، فقال: يا بني قريظة قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت لست عندنا بمتّهم، فقال لهم: إنّ قريشا وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم به أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم لا تقدرون على أن تحوّلوا منه إلى غيره، وإن قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره فليسوا كأنتم، فإن رأوا نهزة