للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن عسكر في «المشرع» : أو لأنها جزاء للمنّ عليهم بالإعفاء من القتل.

الفصل الثاني في ذكر من تولّى الجزية في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلم

١- فمنهم أبو عبيدة ابن الجراح القرشي

رضي الله تعالى عنه: روى النسائي رحمه الله تعالى عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: أن العاقب والسيد صاحبا نجران أتيا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأرادا أن يلاعناه، فقال:

أحدهما: لا ألاعنه، والله لئن كان نبيا لعله لا نفلح ولا عقبنا من بعده، قالا له:

نعطيك ما سألت فابعث معنا رجلا أمينا حقّ أمين، فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: قم يا أبا عبيدة ابن الجراح، فلما مضى قال: هذا أمين هذه الأمة. انتهى.

وذكر ابن عطية (٣: ١١١) أنهم لما أبوا أن يباهلوه- صلى الله عليه وسلم- قال لهم: أسلموا، فإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، فإن أبيتم فإني أنبذ إليكم على سواء، قالوا: لا طاقة لنا بحرب العرب، ولكنا نؤدي الجزية، قال: فجعل عليهم في كل سنة ألفي حلة: ألفا في رجب، وألفا في صفر. وطلبوا منه رجلا أمينا يحكم بينهم فبعث معهم أبا عبيدة ابن الجراح، رضي الله تعالى عنه.

وروى البخاري (٤: ١١٧) رحمه الله تعالى عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة ابن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمّر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين ... الحديث بكماله.

٢- ومنهم معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري

رضي الله تعالى عنه: روى أبو داود (٢: ١٤٩) رحمه الله تعالى عن معاذ رضي الله تعالى عنه أن النبي صلّى الله

<<  <   >  >>