للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالشبهات، فارتطم فيها أهل الشهوات، ثم أعقبها بالآفات، فانتفع بذلك أهل العظات، ومزج حلالها بالمؤونات، وحرامها بالتبعات، فالمثري فيها تعب، والمقلّ فيها نصب.

قال أبو عمر (١٢٣٠) : ولّاه عمر قضاء دمشق وقيل ولاه معاوية قضاء دمشق وقيل بل ولاه عثمان والأمير معاوية. قال: وقد توفي بدمشق سنة إحدى وثلاثين، وقيل سنة اثنتين وثلاثين، وقيل سنة ثلاث وثلاثين، وقيل سنة أربع وثلاثين. انتهى.

فائدتان لغويتان:

الأولى: قوله: ما حملت ورقاء ولا أظلت خضراء، قلت: أراد بالورقاء هنا:

الأرض، وبالخضراء: السماء؛ كما قالوا: ما أقلّت الغبراء، ولا أظلّت الخضراء.

وفي «المشارق» (٢: ٢٨٣) الورقة من الألوان في الإبل التي تضرب إلى الخضرة كلون الرماد، وقيل غبرة تضرب إلى السواد.

الثانية: قوله «فارتطم فيها» في «الصحاح» (٥: ١٩٣٤) : رطمته في الوحل رطما فارتطم هو أي: ارتبك فيه، وارتطم عليه أمر إذا لم يقدر على الخروج منه.

١٣- أبو موسى الأشعري

رضي الله تعالى عنه: في «الاستيعاب» (٩٧٩) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر الأشعري: أبو موسى: ذكر الواقدي: أن أبا موسى قدم مكة فحالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة، وكان قدومه مع إخوته في جماعة في الأشعريين، ثم أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة.

وقال ابن إسحاق: هو حليف آل عتبة بن ربيعة، ذكره فيمن هاجر من حلفاء بني عبد شمس إلى أرض الحبشة. وقالت طائفة من أهل العلم بالنسب والسير: إن أبا موسى لما قدم مكة مع سعيد بن العاص انصرف إلى بلاد قومه، ولم يهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم مع إخوته فصادف قدومه قدوم السّفينتين من الحبشة.

قال أبو عمر ابن عبد البر (٩٨٠) : الصحيح أن أبا موسى رجع بعد قدومه مكة، ومحالفته من حالف من بني عبد شمس إلى أرض قومه، فأقام بها حتى قدم مع

<<  <   >  >>