وروي عن الحسن أن أبا سفيان دخل على عثمان رضي الله تعالى عنه حين صارت الخلافة إليه فقال: قد صارت إليكم بعد تيم وعديّ فأدرها كالكرة واجعل أوتادها بني أمية فإنما هو الملك، وما أدري ما جنة ولا نار، فصاح به عثمان: قم عني فعل الله بك وفعل. قال أبو عمر: وله أخبار من نحو هذا رديئة ذكرها أهل الأخبار، وحديث سعيد بن المسيب يدلّ على صحة إسلامه، والله تعالى أعلم.
وفقئت عينه يوم الطائف فلم يزل أعور حتى فقئت عينه الأخرى يوم اليرموك أصابها حجر فشدخها فعمي، ومات سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان، وقيل سنة اثنتين وثلاثين، وقيل سنة إحدى وثلاثين، وقيل سنة أربع وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وقيل ابن بضع وسبعين سنة. انتهى.
٥- أبو الجهم بن حذيفة
رضي الله تعالى عنه: في «الاستيعاب»(١٦٢٣) أبو جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي: قيل اسمه عامر، وقيل عبيد، أسلم عام الفتح وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أهدى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم خميصة لها أعلام فشغلته في الصلاة فردّها عليه، هذا معنى رواية أهل الحديث.
وذكر الزبير بسند أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أتي بخميصتين سوداوين فلبس إحداهما وبعث الأخرى إلى أبي جهم، ثم إنه أرسل إلى أبي جهم في تلك الخميصة وبعث إليه التي لبسها، ولبس هو التي كانت عند أبي جهم بن حذيفة بعد أن لبسها أبو جهم لبسات.
وكان أبو جهم من مشيخة قريش مقدما فيهم معظما، عالما بالنسب، وكانت فيه وفي أبيه شدّة وعرامة، وهو أحد الأربعة الذين دفنوا عثمان بن عفان وهم:
حكيم بن حزام، وجبير بن مطعم، ونيار بن مكرم، وأبو جهم بن حذيفة.
وعن الزبير قال، قال عميّ: كان أبو جهم من المعمّرين من قريش، بنى الكعبة مرتين مرة في الجاهلية حين بنتها قريش، ومرة حين بناها ابن الزبير.