بإعلان، وآذنت: أعلمت، والأذين: المؤذّن، والمئذنة: موضع الأذان وقال اللحياني: هي المنارة، يعني: الصومعة.
[الفصل الثاني في ذكر بلال]
رضي الله تعالى عنه في «الاستيعاب»(١٧٨، ١٨٢) : بلال بن رباح: المؤذن، من مولّدي مكة، وقيل من مولّدي السراة، واسم أمه حمامة؛ مولى أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما، اشتراه ثم أعتقه وكان من أول من أظهر الإسلام، وكان صادق الإسلام طاهر القلب، وكان يعذّب، فهانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد! أحد! وأخذه أبو جهل فبطحه على وجهه وسلقه في الشمس فجعل يقول، وقد عمد إلى رحى فوضعها على بطنه: أحد أحد. وروي عن قيس قال: اشترى أبو بكر بلالا وهو مدفون بالحجارة.
شهد رضي الله تعالى عنه بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وروى ابن وهب وابن القاسم عن مالك قال: بلغني أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال لبلال: يا بلال إني دخلت الجنة فسمعت فيها خشفا، والخشف:
الوطء والحسّ، فقلت: من هذا؟ قيل: بلال. قال: فكان بلال إذا ذكر ذلك بكى.
وذكر ابن أبي شيبة أن بلالا أذّن حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم أذّن لأبي بكر حياته، ولم يؤذّن في زمن عمر، فقال له عمر: ما منعك أن تؤذّن؟
قال: إني أذنت لرسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى قبض، وأذنت لأبي بكر حتى قبض، لأنه كان وليّ نعمتي، وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول:
يا بلال ليس عمل أفضل من الجهاد. فخرج مجاهدا. ويقال إنه أذن لعمر رحمه الله إذ دخل الشام مرة، فبكى عمر وغيره من المسلمين.