الفصل الأول فيما جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم في الحسبة
روى الترمذي (٢: ٣٨٩) : رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم مرّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال: يا صاحب الطعام ما هذه؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال:
أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟ ثم قال: من غشّ فليس منا.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وخرج مسلم (١: ٤٠) رحمه الله تعالى عن أبي هريرة أيضا نحوه.
وروى ابن المنذر في «الإشراف» عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه وقف على طعام بسوق المدينة فأعجبه حسنه، فأدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلم يده في جوف الطعام فأخرج شيئا ليس بالظاهر، فأفّف رسول الله صلّى الله عليه وسلم بصاحب الطعام، ثم نادى: أيها الناس لا غشّ بين المسلمين، من غشّنا فليس منا. انتهى.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
الأولى: في «الصحاح»(٢: ٧٠٧) الصّبرة واحدة صبر الطعام، يقال: اشتريت الشيء صبرة أي بلا وزن ولا كيل. انتهى.