للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب الحادي عشر في ذكر العرفاء]

روى البخاري (٣: ١٣٠- ١٣١) رحمه الله تعالى عن مروان بن الحكم ومسور بن مخرمة رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قام «١» حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يردّ إليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم رسول الله، صلّى الله عليه وسلم: أحبّ الحديث إليّ أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي وإما المال، وقد كنت استأنيت بهم. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظر آخرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف، فلما تبين لهم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم غير رادّ إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا:

فإنا نختار سبينا، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن أردّ إليهم سبيهم، فمن أحبّ أن يطيّب «٢» فليفعل، ومن أحبّ منكم أن يكون على حظّه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل. فقال الناس: قد طيّبنا ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع «٣» إلينا عرفاؤكم أمركم. فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا. انتهى.


(١) م ط: قال.
(٢) البخاري: يطيب بذلك.
(٣) البخاري: يرفعوا.

<<  <   >  >>