رضي الله تعالى عنه: يأتي الكلام عليه في باب صاحب الخمس بعد هذا الباب، إن شاء الله تعالى.
٣- كعب بن عمرو بن زيد:
لم يذكره أبو عمر ابن عبد البر في الاستيعاب، واستدركه ابن فتحون في «الذيل» وقد تقدم ما ذكره ابن فتحون في اسمه قبل هذا، وما ألحقته من قولي السهيلي وابن حزم في اختلافهم في نسبه، ولم أقف من شأنه على غير ذلك.
٤- أبو سفيان بن حرب:
في «الاستيعاب»(١٦٧٧) : أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي: هو والد معاوية ويزيد وعتبة وإخوتهم. ولد أبو سفيان قبل الفيل بعشر سنين، وكان من أشراف قريش في الجاهلية. أسلم يوم الفتح.
وفي حديث ابن عباس عن أبيه رضي الله تعالى عنه أنه قال: لما أتى به العباس وقد أردفه خلفه يوم الفتح إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وسأله أن يؤمنه، فلما رآه رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال له: ويحك يا أبا سفيان أما آن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ فقال: بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأعلمك وأكرمك، والله لقد ظننت أنه لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عنّي شيئا. فقال: ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ فقال: بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأحلمك وأكرمك أما هذه ففي نفسي منها شيء. فقال له العباس: ويلك: اشهد شهادة الحقّ قبل أن تضرب عنقك، فشهد وأسلم.
وشهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم حنينا مسلما، وأعطاه من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية، وزنها له بلال رضي الله تعالى عنه.
واختلف في حسن إسلامه: فطائفة تروي أنه لما أسلم حسن إسلامه، وذكر عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: رأيت أبا سفيان يوم اليرموك وهو تحت راية ابنه يزيد يقاتل ويقول: يا نصر الله اقترب، وطائفة تروي أنه كان كهفا للمنافقين منذ أسلم، وكان في الجاهلية ينسب إلى الزندقة.