قلت: وهذا لا يدخل تحت الحدّ بالقتل فيزاد فيه ولا التقصير عنه.
الثانية: قوله: رحضهم بالذنوب: هو عندي كثرة استغراقهم فيها من قولهم:
رحضته الحمّى: إذا أصابته حتى يعرق جميع بدنه، وهي الرّحضاء.
وفي «المحكم» رحض الرجل رحضا: عرق حتى كأنه غسل جسده.
[الفصل الثاني في ذكر أنسابهم وأخبارهم]
رضي الله تعالى عنهم
١- علي بن أبي طالب
رضي الله تعالى عنه: تقدم ذكره في باب القاضي بما أغنى عن الإعادة هنا.
٢- محمد بن مسلمة
رضي الله تعالى عنه: في «الاستيعاب»(١٣٧٧) : محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عديّ بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، حليف لبني عبد الأشهل، يكنى أبا عبد الرّحمن وقيل بل يكنى أبا عبد الله. شهد بدرا والمشاهد كلها، وكان من فضلاء الصحابة، وهو أحد الذين قتلوا كعب بن الأشرف. واستخلفه رسول الله صلّى الله عليه وسلم على المدينة في بعض غزواته، قيل استخلفه في غزوة قرقرة الكدر، وقيل استخلفه عام تبوك، واعتزل الفتنة، واتخذ سيفا من خشب وجعله في جفن، وذكر أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمره بذلك، ولم يشهد الجمل ولا صفين، وأقام في الربذة، ومات بالمدينة، ولم يستوطن غيرها. وكانت وفاته بها في صفر سنة ثلاث وأربعين، وقيل سنة ست وأربعين، وقيل سنة سبع وأربعين، وهو ابن سبع وسبعين سنة. وصلّى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ أمير على المدينة. انتهى.
وقال ابن قتيبة في «المعارف»(٢٦٩) : كان يقال له فارس رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولم يحارب في فتنة. انتهى.