رضي الله تعالى عنه قد تقدم في الفصل الذي قبل هذا في الحديث الذي خرّجه البخاري رحمه الله تعالى أن عمر رضي الله تعالى عنه حمى السّرف والرّبذة. وذكر البكري (٣: ٨٦٠) حمى ضريّة وقال: إن عمر رضي الله تعالى عنه حماه وأنه أول من أحماه.
وفي «الموطأ»(٧٠٧- ٧٠٨)«١» عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر رضي الله تعالى عنه استعمل مولى له يدعى هنيّا على الحمى، فقال: يا هنيّ اضمم جناحك عن الناس، واتّق دعوة المظلوم، فإنّ دعوة المظلوم مجابة، وأدخل ربّ الصّريمة والغنيمة، وإياك ونعم ابن عفان وابن عوف، فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى المدينة، إلى زرع ونخل، وإنّ ربّ الصّريمة والغنيمة إن تهلك ماشيته يأتيني ببنيه فيقول: يا أمير المؤمنين، يا أمير المؤمنين. أفتاركهم أنا لا أبالك، فالماء والكلأ أيسر عليّ من الذهب والورق. وايم الله إنّهم ليرون أني قد ظلمتهم، إنها لبلادهم ومياههم، قاتلوا عليها في الجاهلية، وأسلموا عليها في الإسلام. والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا. انتهى.
وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام في «كتاب الأموال»(٣٧٦) عن زيد بن أسلم عن أبيه نحوه، وزاد أبو عبيد: قال مالك: بلغني أنه كان يحمل في كل عام على أربعين ألفا من الظهر. انتهى.
فوائد لغوية في ست مسائل:
الأولى: في «المشارق»(٢: ٢٣٣) في البخاري أن عمر رضي الله تعالى عنه حمى السّرف والرّبذة بسين مهملة وراء مكسورة. وفي «موطأ» ابن وهب: الشّرف- بالشين المعجمة وفتح الراء- وكذا رواه بعض رواة البخاري أو أصلحه،
(١) ورد أيضا في البخاري ٤: ٨٧ وكتاب الخراج لأبي يوسف: ٢٤٤ (تحقيق إحسان عباس) والأحكام السلطانية: ١٨٤.