للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباب السادس في العابر للرؤيا «١»

وإنما جعلت هذا الباب تلو باب المفتي لأنها من قبيل الفتيا، وكذلك سماها الله في قصة ملك مصر، فقال تعالى: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (يوسف: ٤٣) .

ذكر من كان يعبر الرؤيا في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلم:

ذكر علي بن سعيد الخولاني القيرواني في كتابه «في العبارة» : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في بعض ما جاء عنه: أعبر أمتي للرؤيا أبو بكر الصديق، وأسماء بنت عميس.

١- ذكر تعبير أبي بكر الصديق

رضي الله تعالى عنه: روى مسلم (٢: ٢٠٢) رحمه الله تعالى أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما كان يحدّث أن رجلا أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: إنّي رأيت الليلة في المنام ظلّة تنطف السمن والعسل فأرى الناس يتكفّفون [منها] بأيديهم فالمستكثر والمستقلّ، وأرى سببا واصلا من السماء إلى الأرض، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل من بعدك فعلا، ثم أخذ به رجل آخر فعلا، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به، ثم وصل له فعلا. قال أبو بكر: يا رسول الله بأبي أنت، لتدعني «٢» فلأعبرنّها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعبرها، قال أبو بكر: أما الظلّة فظلّة الإسلام، وأما الذي


(١) ممن ألف في طبقات المعبرين الحسين الخلال الحافظ، وقد ذكر في كتابه ٥٥٠٠ معبر وجعلهم ١٥ قسما أولهم من الأنبياء والثاني من الصحابة والثالث من التابعين والرابع من الفقهاء والخامس من المذكرين ... الخ (التراتيب الإدارية ١: ٦٠) .
(٢) مسلم: والله لتدعني.

<<  <   >  >>