أصحمة ابن أبجر، وتفسير أصحمة بالعربية: عطية، وكتب إليه كتابين يدعوه في أحدهما إلى الإسلام ويتلو عليه القرآن، فأخذه النجاشيّ ووضعه على عينيه، ونزل عن سريره فجلس على الأرض ثم أسلم، وشهد شهادة الحق وقال: لو كنت أستطيع أن آتيه لآتيته.
وفي الكتاب الآخر أن يزوّجه أمّ حبيبة، وأمره أن يبعث بمن قبله من أصحابه، ويحملهم، ففعل، ودعا بحقّ من عاج فجعل فيه كتابي النبي صلّى الله عليه وسلم وقال: لن تزال الحبشة بخير ما كان هذان الكتابان بين أظهرها. انتهى.
تنبيه:
أم حبيبة المذكورة في هذا الخبر هي بنت أبي سفيان بن حرب، وسيأتي هذا الخبر بأتمّ من هذا في باب الوكيل من الجزء الرابع من هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى.
[الفصل السادس في الرسول يبعث بالهدية]
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى في «الاستيعاب»(١١٦٢) في باب عمرو: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضّمري رضي الله تعالى عنه إلى أبي سفيان بن حرب بهدية إلى مكة.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلّام في كتاب «الأموال»(٣٢٨) : حدثنا يزيد عن جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم أهدى إلى أبي سفيان ابن حرب تمر عجوة- وهو بمكة- مع عمرو بن أمية، وكتب إليه يستهديه أدما فأهداها إليه أبو سفيان.
وقال أبو عبيد: هذه الهدية كانت في الهدنة التي كانت بين رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأهل مكة قبل فتحها. انتهى.