الفصل الأول في عدد مؤذني النبي صلّى الله عليه وسلم
روى مسلم (١: ١١٢) رحمه الله تعالى عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلم مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم.
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى في «الإكمال» : قوله: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم، يعني في وقت واحد، وإلا فقد كان له عليه الصلاة والسلام غيرهما، أذّن له أبو محذورة بمكة، ورتّبه لأذانها- صلى الله عليه وسلم- وسعد القرظ أذّن للنبي صلّى الله عليه وسلم بقباء ثلاث مرات، وقال له: إذا لم تر بلالا فأذّن. ولكن هذان لزما الأذان له بالمدينة.
فائدة لغوية:
في «التنبيهات» للقاضي عياض: الأذان: الإعلام، قال تعالى: وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (التوبة: ٣) قال ابن قتيبة: وأصله من الأذن كأنه أودع ما علمه أذنه، فالأذان: إعلام بدخول الوقت، والاجتماع للصلاة، وأن الدار دار إيمان، وكان النبي صلّى الله عليه وسلم إذا غزا قوما فإن سمع أذانا أمسك وإلا أغار. ففي معنى الأذان إعلام بهذه المعاني الثلاثة من شعار الإسلام.
وفي «المحكم» : الأذان والأذين: النداء إلى الصلاة. قال سيبويه: وقالوا:
أذّنت وآذنت فمن العرب من يجعلها بمعنى، ومنهم من يقول: أذّنت للتصويت