ذكر ابن جماعة في «مختصر السير» له: أنه كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلم من النعم الناقة التي هاجر عليها من مكة إلى مدينة، وتسمى بالعضباء، ولم يكن يحمله إذا نزل عليه الوحي غيرها، كما قال الحافظ محبّ الدين الطبري رحمه الله تعالى، اشتراها رسول الله صلّى الله عليه وسلم من أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه بأربعمائة درهم، وهي القصواء والجدعاء، ولم يكن بها عضب ولا جدع، وإنما سميت بذلك، وقيل كان بأذنها شيء فسميت به، وكانت شهباء، وقيل هنّ ثلاث، وهي التي سبقت فشقّ على المسلمين فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إن حقا على الله ألا يرتفع شيء من هذه الدنيا إلا وضعه، وقيل المسبوق غيرها.
وعن قدامة بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم في حجته يرمي على ناقة صهباء، والصهباء الشقراء. ووقف رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعرفة في حجة الوداع على جمل أحمر، وكان له صلّى الله عليه وسلم جمل يقال له «الثعلب» بعث عليه صلّى الله عليه وسلم خراش بن أمية إلى قريش بمكة يوم
(١) قارن بما ورد في أنساب الأشراف ١: ٥١١- ٥١٣ وأخلاق النبي لابن حيان: ١٥٣- ١٥٤ وعيون الأثر ٢: ٣٢٢.