[الباب الثاني في الرجل يستخلفه الإمام على حضرته إذا خرج عنها للغزو أو غيره]
قد ذكر أصحاب التواريخ والسير رحمهم الله تعالى من استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة في كلّ خرجة خرجها منها، وفي ذكر جميع من ذكروه طول فاقتصرت على ذكر من استخلفه في أول غزاة غزاها، وذكر من استخلفه في آخر غزاة غزاها، وذلك في فصلين:
[الفصل الأول في ذكر أسمائهم رضي الله تعالى عنهم]
قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى في «السير»(١: ٥٩٠- ٥٩١) : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفر على رأس اثني عشر شهرا من مقدمة المدينة.
قال ابن هشام: واستعمل على المدينة سعد بن عبادة.
قال ابن إسحاق (٥٩١) : حتى بلغ ودّان، وهي غزوة الأبواء، يريد قريشا وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، فوادعته فيها بنو ضمرة، وكان الذي وادعه منهم مخشيّ بن عمرو الضّمري، وكان سيّدهم في زمانه ذلك، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا.
قال ابن هشام: وهي أول غزوة غزاها. انتهى.
وقال ابن إسحاق (٢: ٥١٩) أيضا رحمه الله تعالى في خبر غزوة تبوك: فلما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم ضرب عسكره على ثنيّة الوداع.