قال الجوهري (٥: ١٩٤٤) : الزمام: الخيط الذي يشد في [البرة] أو في الخشاش ثم يشدّ في طرف المقود، وقد يسمى المقود زماما.
أنشد الأعلم لامرىء القيس «١» :
فقلت لها سيري وأرخي زمامه ... ولا تبعدينا من جناك المعلّل
[الفصل الثامن بمن يبدأ وقت كتب الديوان]
ذكر الماورديّ في «الأحكام السلطانية»(٢٠٠) أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حين أراد وضع الناس في الديوان قال: بمن أبدأ؟ فقال له عبد الرّحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه: ابدأ بنفسك، فقال عمر رضي الله تعالى عنه: أذكر أني حضرت رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأنه يبدأ ببني هاشم وبني المطلب، فبدأ عمر رضي الله تعالى عنه بهم، ثم بمن يليهم من بنيهم من قريش، بطنا بعد بطن، حتى استوفى قبائل قريش، ثم انتهى إلى الأنصار فقال عمر: ابدأوا برهط سعد بن معاذ بن الأوس ثم بالأقرب فالأقرب من سعد. واستقر ترتيب الناس في الديوان على تقدّم النّسب المتصل برسول الله صلّى الله عليه وسلم.
قال الماوردي (٢٠٤) : الترتيب المعتبر في الديوان عامّ وخاصّ. فالترتيب العامّ ترتيب القبائل والأجناس حتى تتميز كلّ قبيلة عن غيرها وكلّ جنس ممّن خالفه، ولا يخلو حالهم من أن يكونوا عربا أو غيرهم، فإن كانوا عربا ترتبت قبائلهم بالقربى من رسول الله صلّى الله عليه وسلم كما فعل عمر رضي الله تعالى عنه، فتقدم عدنان على قحطان لأن النبوة في عدنان، وعدنان يجمع ربيعة ومضر، فتقدم مضر على ربيعة لأن النبوة في مضر، ومضر تجمع قريشا وغيرهم، فتقدم قريش لأن النبوة فيهم وقريش تجمع بني هاشم وغيرهم، فتقدم بنو هاشم لأن النبوة فيهم، وإن