الفصل الأول في ذكر من كان يسرج لرسول الله صلّى الله عليه وسلم
في كتاب «أخلاق النبي صلّى الله عليه وسلم»(١٥١) لابن حيان الأصبهاني رحمه الله تعالى عن أبي عبد الرّحمن الفهري رضي الله تعالى عنه، قال: شهدت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوم حنين في يوم صائف شديد الحرّ، فقال:
يا بلال أسرج لي فرسي، فأخرج سرجا رقيقا من لبد ليس فيه أشر ولا بطر. انتهى.
ومن مسند أبي داود الطيالسي (١٩٦) رحمه الله تعالى ثم من حديث أبي عبد الرّحمن الفهري: كنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم فسرنا في يوم قائظ شديد الحرّ فنزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس لبست لأمتي وركبت فرسي، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو في فسطاطه فقلت:
السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، قد حان الرواح يا رسول الله، قال: أجل.
ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: يا بلال، فثار من تحت شجرة كأن ظله ظلّ طائر فقال: لبيك وسعديك وأنا قدامك، قال أسرج لي فرسي فأتاه بدفّتين من ليف ليس فيهما أشر ولا بطر، قال: فركب فرسه ثم سرنا. انتهى.
ورواه أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني (٢: ٦٤٩) رحمه الله تعالى، وخالف في بعض ألفاظه فقال عن عبد الله بن يسار أن أبا عبد الرّحمن الفهري قال:
شهدت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم حنينا، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر،