وهو الرّجل يبعثه الإمام ليقبض المال من العمّال، ويستخلصه منهم، ويقدم به عليه «١» .
روى البخاريّ (٥: ٢٠٧) رحمه الله تعالى عن بريدة رضي الله تعالى عنه قال:
بعث النبيّ صلّى الله عليه وسلم عليا إلى خالد رضي الله تعالى عنهما ليقبض الخمس، وكنت أبغض عليا، وقد اغتسل، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟ فلمّا قدمنا على النبيّ صلّى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له، فقال: يا بريدة أتبغض عليا؟ فقلت: نعم، فقال: لا تبغضه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك. انتهى من باب بعث عليّ وخالد إلى اليمن.
وقال ابن إسحاق في «السير»(٢: ٦٠٠) : وبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه إلى أهل نجران ليجمع صدقتهم، ويقدم عليه بجزيتهم.
قال ابن الأثير (٢: ٣٠٠) وذلك في سنة عشر.
قال: ففعل وعاد، فلقي رسول الله صلّى الله عليه وسلم بمكّة في حجّة الوداع. انتهى.
قلت: وكان الذي أخذ صدقاتهم عمرو بن حزم، حسبما تقدّم في باب المفقّه في الدين، والذي أخذ جزيتهم أبو عبيدة ابن الجراح، حسبما ثبت في باب الجزية.