الفصل الأول في ذكر شعراء النبيّ صلّى الله عليه وسلم
من «الاستيعاب»(١٣٢٤- ١٣٢٥) قال محمد بن سيرين: كان شعراء المسلمين حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك. وأما شعراء المشركين:
فعمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبعرى، وأبو سفيان بن الحارث.
قال أبو عمر (٣٤٢) : قيل لعليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: اهج عنا القوم الذين يهجوننا، فقال: إن أذن لي النبيّ صلّى الله عليه وسلم فعلت، فقالوا:
يا رسول الله ايذن له، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إن عليا ليس عنده ما يراد في ذلك منه، أوليس ذلك هنالك. ثم قال: ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله صلّى الله عليه وسلم بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟
قال ابن سيرين (٣٤٤) : وانتدب لهجو المشركين ثلاثة من الأنصار: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، فكان حسان وكعب بن مالك يعارضانهم بمثل قولهم في الوقائع والأيام والمآثر، ويذكران مثالبهم، وكان عبد الله بن رواحة يعيّرهم بالكفر وعبادة ما لا يسمع ولا ينفع، فكان قوله يومئذ أهون القول عليهم، وكان قول حسان وكعب أشدّ القول عليهم، فلما أسلموا وفقهوا كان أشدّ القول عليهم قول عبد الله بن رواحة.
قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى (٨٩٨) : وفيه وفي صاحبيه حسان وكعب بن مالك نزل: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً