للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي لبيد لمازة بن زبار الجهضمي «١» من الأزد، قال «٢» : أجرى الحكم بن أيوب الخيل بالبصرة فنظرنا إليها ثم مررنا بأنس بن مالك فقلنا: لو سألناه هل راهن رسول الله صلّى الله عليه وسلم على الخيل، فسألناه فقال: نعم، راهن على فرس يقال لها: سنحة فسبقت فرأيته هشّ لذلك.

ورواه أبو إسحاق الحربي قال: فرأيته فرح لذلك.

التاسعة: الورد من الخيل: الأحمر الصافي الحمرة، قاله غير واحد.

الفصل الرابع في اتخاذ عمر رضي الله تعالى عنه الخيل عدة في سبيل الله تعالى وذكر من كان قيّمه عليها

قال أبو الربيع ابن سالم رحمه الله تعالى في «الاكتفاء» : كان عمر رضي الله تعالى عنه قد اتخذ في كل مصر على قدره خيولا من فضول أموال المسلمين عدّة لما يعرض، فكان من ذلك بالكوفة أربعة آلاف فرس، يشتّيها في قبلة قصر الكوفة وميسرته، في مكان يسمّى لأجل ذلك «الآريّ» ، ويربعها فيما بين الفرات والأبيات من الكوفة مما يلي العاقول، فسمّته الأعاجم آخرا الشاهجان، يعنون: معلف الأمراء، وكان قيّمه عليها سلمان بن ربيعة الباهلي في نفر من أهل الكوفة، يصنع سوابقها ويجريها في كلّ يوم، وبالبصرة نحو منها، قيمه عليها جزء بن معاوية، وفي كل مصر من الأمصار على قدره. انتهى.

فائدة لغوية:

قال الزبيدي في «المختصر» : الآريّ: المعلف، وأرت الدابّة إلى معلفها تأري: إذا ألفته. وفي «الصحاح» (٤: ١٤٠٦) : علفت الدابة علفا، والموضع معلف


(١) روى لمازة عن عمر وعلي وأبي موسى وغيرهم، وعنه الزبير بن الخريت، وكان ثقة صالح الحديث، وقال فيه ابن حزم «غير معروف العدالة» (ولعله قال ذلك لأن لمازة كان يسب عليا لكثرة ما قتل من قبيلته) (تهذيب التهذيب ٨: ٤٥٧) .
(٢) انظر أسماء الخيل للغندجاني: ١٢٦.

<<  <   >  >>