الفصل الأول في ذكر أوقاف النبي صلّى الله عليه وسلم
من كتاب الأحباس من كتاب ابن يونس: روي أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم حبس سبع حوائط أوصى له بها مخيريق لمّا قتل يوم أحد بأن يضعها حيث أراه الله تعالى، فحبسها، وهي من أموال بني النّضير، وذلك لاثنين وثلاثين شهرا من الهجرة.
وفي «السير»(٢: ٨٨- ٨٩) لابن إسحاق: وكان ممن قتل يوم أحد مخيريق، وكان أحد بني ثعلبة بن الفطيون قال: لما كان يوم أحد قال: يا معشر يهود والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحقّ، قالوا: إن اليوم يوم السبت، قال: لا سبت لكم، فأخذ سيفه وعدته وقال: إن أصبت اليوم فمالي لمحمد يصنع فيه ما شاء، ثم غدا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقاتل حتى قتل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم فيما بلغنا: مخيريق خير يهود. انتهى.
قال السهيلي في «الروض الأنف»(٦: ٤٧) : وهو أحد بني النضير، فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين انصرف ماله أوقافا، وهو أول حبس في الإسلام. وقال الزهري: كانت سبع حوائط، وأسماؤها: الأعواف أو الأعراف، والصافية، والدّلال، والميثب، وبرقة، وحسنى، ومشربة أم إبراهيم- لأنها كانت تسكنها. انتهى.