ذكر القاضي في «الإكمال» صدقات النبي صلّى الله عليه وسلم فقال: وذلك وصية مخيريق اليهودي له عند إسلامه يوم أحد، وكانت سبع حوائط في بني النضير، فهذا يدلّ على إسلام مخيريق. ولم يذكره أبو عمر في «الاستيعاب» ولا ابن فتحون في «الذيل» .
وقال الماوردي في «الأحكام»(١٦٩) حكى الواقدي أن مخيريقا اليهوديّ كان حبرا من علماء بني النضير فآمن يوم أحد برسول الله صلّى الله عليه وسلم.
فائدة نحوية:
الحائط: حديقة النخل، وهو مذكر. وفي الحديث أنه صلّى الله عليه وسلم قال لبني النجار في الحائط الذي بنى مسجده فيه: يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا، وسيأتي في باب البناء. وجاء ها هنا في كلام الزهري وكلام ابن يونس: سبع حوائط بتأنيث سبع، وإن كانت الحوائط مذكرة. قال المازري رحمه الله تعالى في «المعلم» : العرب تراعي في التذكير والتأنيث اللفظ المقرون به العدد وصيغته، هل يثبت للتذكير أو للتأنيث ولا تعتبر معناه، فتقول: ثلاثة منازل وهي تريد ثلاثة ديار وإن كانت الديار مؤنثة، لأن لفظ المنزل مذكر، وقد تعتبر المعنى أحيانا، قال ابن أبي ربيعة «١» : [من الطويل]
فكان مجني دون من كنت أتقي ... ثلاث شخوص كاعبان ومعصر
فأنّث على معنى الشخص لا على اللفظ. وحكى أبو عمرو بن العلاء أنه سمع أعرابيا يقول: فلان جاءته كتابي فاحتقرها قال، فقلت له: أتقول جاءته كتابي؟ فقال: نعم أليس بصحيفة؟ فأخبر أنه أنّث مراعاة للفظ الصحيفة الذي لم يذكره لمّا كان المعنى هذا الكتاب المذكور. انتهى.